أعلنت وزارة الدفاع الألمانية عن فتح تحقيق عاجل بعد اختفاء كمية كبيرة من الذخيرة من شاحنة عسكرية في مدينة بورغ بولاية ساكسونيا أنهالت. وتشير التقارير الأولية إلى أن حوالي 10 آلاف طلقة عيار 9 ملم، بالإضافة إلى قنابل دخانية وأكثر من 9 آلاف طلقة لبنادق، قد سُرقت. الحادث يثير تساؤلات حول إجراءات الأمن المتعلقة بنقل وتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية.
وقعت السرقة بعد أن أوقف سائق الشاحنة، التي كانت متجهة إلى ثكنة كلاوزفيتز، في مكان غير آمن وقرر قضاء الليلة في فندق قريب دون مراقبة المركبة. وعند عودته صباح الثلاثاء، اكتشف السائق وجود عبث في مقصورة الشحن وغياب صناديق الذخيرة التابعة للجيش. السلطات الأمنية الألمانية بدأت على الفور في جمع الأدلة والتحقيق في ملابسات الحادث.
مراقبة مسبقة وخروقات متعلقة بنقل الذخيرة
تشير التحقيقات الأولية إلى أن اللصوص ربما كانوا يراقبون عملية نقل الذخيرة، واستغلوا توقف الشاحنة غير المخطط له لتنفيذ السرقة. ونقلت مجلة “دير شبيغل” عن مصادر في القوات المسلحة أن السرقة قد لا تكون عشوائية، بل نتيجة تخطيط مسبق ومعرفة بتحركات الشاحنة.
وفقًا للمصادر ذاتها، فإن شركة النقل ارتكبت خرقًا لإجراءات السلامة من خلال السماح بنقل الشحنة بواسطة سائق واحد فقط. عادةً، تتطلب البروتوكولات الأمنية وجود اثنين من السائقين على الأقل لضمان مراقبة مستمرة للشحنة القيمة. هذا الخرق يمثل نقطة ضعف محتملة ساهمت في وقوع السرقة.
أكد متحدث باسم وزارة الدفاع أن الوزارة تتعامل مع الحادث بجدية بالغة، مشيرًا إلى أن ضمان عدم وقوع هذه الذخيرة في الأيدي الخطأ هو أولوية قصوى. كما شدد على أهمية مراجعة وتقوية الإجراءات الأمنية الحالية لمنع تكرار هذه الحوادث في المستقبل.
حوادث سابقة تثير القلق
تأتي هذه السرقة في أعقاب حوادث مماثلة في ولاية ساكسونيا أنهالت خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث اختفت ذخيرة تابعة للشرطة من مواقع تخزين في بيرنبورغ وأيسليبن. هذه السلسلة من الحوادث أثارت قلقًا متزايدًا بشأن أمن تخزين ونقل العتاد العسكري والشرطي في المنطقة.
صرح مسؤول أمني، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن هذه الحوادث تتطلب تقييمًا شاملاً لإجراءات الأمن الحالية وتحديد الثغرات التي يمكن استغلالها من قبل المجرمين. وقد بدأت بالفعل مناقشات بين وزارة الدفاع والجهات الأمنية المعنية لوضع خطة عمل مشتركة لتعزيز أمن الذخيرة والمعدات العسكرية.
سياق أوسع: الإنفاق الدفاعي والجهود العسكرية
تأتي هذه الحادثة في وقت تسعى فيه ألمانيا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وزيادة الإنفاق الدفاعي استجابةً للتغيرات الجيوسياسية المتزايدة في أوروبا وخارجها. وقد أقر البرلمان الألماني مؤخرًا موازنة العام 2026، والتي تتضمن تخصيصات كبيرة لقطاع الدفاع.
بالتزامن مع ذلك، يعمل الائتلاف الحاكم على تطوير نموذج جديد للخدمة العسكرية بهدف جذب المزيد من المجندين وتحسين الاستعداد القتالي للقوات المسلحة. سعي الحكومة الألمانية لزيادة الاستثمار في الدفاع يعكس التزامها بتعزيز الأمن القومي والإقليمي. هذه الجهود تشمل تحديث المعدات العسكرية، وتحسين التدريب، وتعزيز التعاون مع الحلفاء.
وبالنسبة لموضوع الجيش، فقد أعلنت الحكومة عن خطط لإعادة هيكلة القوات المسلحة، وزيادة عدد الجنود المحترفين، وتحسين الظروف المعيشية للجنود. يهدف هذا البرنامج إلى جعل الجيش الألماني أكثر جاذبية وكفاءة وفعالية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
الخطوات التالية والتوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في سرقة الذخيرة بشكل مكثف خلال الأيام القادمة. ستركز السلطات على تحديد هوية الجناة ودوافعهم، بالإضافة إلى تتبع مسار الذخيرة المسروقة واستعادة هذه الأسلحة. من المرجح أيضًا أن يتم إجراء مراجعة شاملة لإجراءات الأمن المتعلقة بنقل وتخزين الذخيرة في جميع أنحاء البلاد.
بينما لا يزال من السابق لأوانه التكهن بنتائج التحقيق، إلا أن هذه الحادثة تبرز أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية وحماية الأسلحة والمعدات العسكرية من الوقوع في الأيدي الخطأ. من المتوقع أن يتم تقديم تقرير مفصل عن نتائج التحقيق إلى البرلمان الألماني في غضون الأسابيع القليلة القادمة.













