أعلن رحمن الله لاكانوال، وهو مواطن أفغاني متهم بإطلاق النار بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، عن براءته من تهمة القتل أمام قاضٍ، يوم الثلاثاء. وتأتي هذه التطورات في أعقاب حادثة إطلاق النار التي وقعت في الأول من ديسمبر، وأثارت جدلاً سياسياً واسعاً حول قيود السفر وإجراءات فحص المهاجرين في الولايات المتحدة. كما سلطت القضية الضوء على وضع الأفغان الذين تم إجلاؤهم بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وتم تقديم لاكانوال، البالغ من العمر 29 عاماً والذي لا يزال يتعافى من الإصابات التي لحقت به خلال تبادل إطلاق النار مع الحرس الوطني، عن طريق الفيديو من المستشفى. وقد قام بتأكيد عدم تورطه في جريمة القتل الموجهة إليه. وتطالب النيابة العامة بعقوبة الإعدام بحقه، مما يجعل القضية ذات أهمية وطنية.
الخلفية القانونية وتصعيد المطالب بالعقوبات
أمرت القاضية رينيه رايموند بإبقاء لاكانوال رهن الاحتجاز حتى جلسة المحكمة القادمة في 14 يناير. وقد أشارت المدعية العامة بام بوندي بشكل قاطع إلى نيتها بالسعي إلى أقصى عقوبة ممكنة، وهي الإعدام. هذا التصريح يعكس خطورة التهم الموجهة إليه والرغبة في إرسال رسالة ردع قوية.
مسار لاكانوال إلى الولايات المتحدة
وصل لاكانوال إلى الولايات المتحدة في عام 2021 كجزء من عملية إجلاء الأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية بعد الانسحاب. وكان قد شارك سابقاً في “قوة شريكة” مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية، وهي فرقة قتالية أفغانية تدربت على يد الولايات المتحدة لمواجهة طالبان. ووفقًا لسجلات الهجرة، مُنح لاكانوال وضع اللاجئ في أبريل 2025.
ومع ذلك، يرى بعض المسؤولين في إدارة ترامب الحالية أن وصول لاكانوال الأولي كان نتيجة “تدقيق متراخٍ” في إجراءات الفحص التي اتبعتها إدارة بايدن سابقًا. هذا الاتهام أثار نقاشاً حاداً حول فعالية بروتوكولات التأشيرة والهجرة.
جدل قيود السفر وتوسيع نطاقها
تزامنت هذه القضية مع دعوات متزايدة من داخل الإدارة الأمريكية لتشديد قيود السفر. وصفت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بعض الدول بأنها “تغرق الولايات المتحدة بقتلة وطفيليات”، وطالبت بتوسيع قائمة الدول الخاضعة للقيود. وتشير التقارير إلى أن الرئيس ترامب يدرس زيادة عدد الدول المشمولة بهذه القيود من 19 إلى 30 دولة.
هذه الخطوة، إذا تم تنفيذها، قد تؤثر بشكل كبير على حركة السفر والإقامة من وإلى تلك الدول، وستثير حتماً ردود فعل دولية. يتعلق محور النقاش بمسائل الأمن القومي وضرورة حماية المواطنين الأمريكيين.
الدول الحالية الخاضعة لقيود السفر
تشمل قائمة الدول الـ19 التي تخضع حاليا لقيود السفر الأمريكية: أفغانستان، بوروندي، تشاد، جمهورية الكونغو، كوبا، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، لاوس، ليبيا، ميانمار، سيراليون، الصومال، السودان، توغو، تركمانستان، فنزويلا واليمن. تعكس هذه القيود تقييمًا للأمن القومي لكل دولة من قبل الحكومة الأمريكية.
الجدير بالذكر، أن إجراءات فحص المهاجرين واللاجئين تخضع باستمرار للمراجعة والتحديث من قبل السلطات الأمريكية. ويتأثر هذا الأمر بالظروف السياسية والأمنية المتغيرة في جميع أنحاء العالم.
تداعيات سياسية وأمنية
لا تقتصر تداعيات هذه الحادثة على الجانب القانوني فحسب، بل تمتد لتشمل المجال السياسي والأمني. فقد استخدمت القضية كوقود للدعوات المطالبة بتشديد الرقابة على المهاجرين واللاجئين، وإعادة تقييم السياسات المتعلقة بالدول التي تعتبر “مصدر تهديد”. بالإضافة إلى ذلك، يراقب الخبراء عن كثب تأثير هذه الأحداث على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والدول المعنية.
من المتوقع أن تستمر هذه القضية في جذب اهتمام وسائل الإعلام والجمهور على نطاق واسع في الفترة المقبلة. ينظر المراقبون إلى جلسة المحكمة القادمة في 14 يناير، على أنها لحظة حاسمة في هذه القضية. كما أن قرار الرئيس ترامب بشأن توسيع نطاق قيود السفر سيظل قيد المراقبة الدقيقة، بالنظر إلى الآثار المحتملة على السياسة الخارجية والأمن القومي.













