تشهد مدينة أوباتيا الكرواتية إقبالاً متزايداً على ممارسة السباحة في المياه الباردة، خاصة خلال فصل الشتاء. هذا النشاط، الذي يعود تاريخه لأكثر من عقدين في هذه الوجهة السياحية العريقة المطلة على البحر الأدرياتيكي، أصبح جزءًا لا يتجزأ من تقاليد المدينة الشتوية، مما يجذب المواطنين والسياح على حد سواء. ويعزى هذا الاهتمام المتزايد إلى المناخ المعتدل للمدينة، وجودة الهواء البحري، وتاريخها الغني كملاذ صحي.
تعتبر أوباتيا، الواقعة على الساحل الشرقي لشبه جزيرة إستريا في كرواتيا، وجهة معروفة بمناخها المتوسطي المعتدل. بدأ الاهتمام بالسباحة في المياه الباردة كجزء من برامج العلاج الطبيعي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد استمر هذا الاتجاه في النمو على مر السنين. وتزامن هذا مع جهود لتطوير المدينة كمركز للعافية والسياحة الصحية.
فوائد السباحة في المياه الباردة وأسباب شعبيتها في أوباتيا
تُعرف السباحة في المياه الباردة بفوائدها الصحية المتعددة، وفقًا للعديد من الدراسات. تشمل هذه الفوائد تعزيز الدورة الدموية، وتقوية جهاز المناعة، وتحسين المزاج وتقليل التوتر. ومع ذلك، يوصي الخبراء دائمًا بالبدء تدريجيًا واستشارة الطبيب قبل ممارسة هذا النوع من النشاط.
تاريخ أوباتيا كمنتجع صحي
يعود تاريخ أوباتيا كملاذ صحي إلى القرن التاسع عشر. اكتشف الأطباء المحليون خصائص علاجية في مناخ البحر ونقاء الهواء، مما أدى إلى تطوير المدينة كوجهة للمرضى الذين يبحثون عن الراحة والعلاج. وقد ساهم هذا التراث في تعزيز ثقافة العافية والاهتمام بالصحة في المدينة حتى اليوم.
المرافق والبنية التحتية الداعمة
استثمرت أوباتيا بشكل كبير في تطوير مرافقها الصحية والترفيهية. تضم المدينة العديد من المراكز الطبية الحديثة ومرافق السبا التي تقدم مجموعة متنوعة من العلاجات والخدمات. بالإضافة إلى ذلك، يوفر “لونغوماري”، وهو ممشى ساحلي خلاب يمتد على طول 12 كيلومترًا، بيئة مثالية لممارسة الأنشطة الخارجية على مدار العام، بما في ذلك السباحة في المياه الباردة.
يعتبر “لونغوماري” رمزًا لأوباتيا، حيث يربط بين عدة بلدات ساحلية ويوفر مساحة واسعة للمشي وركوب الدراجات والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. وقد ساهم هذا الممشى في تعزيز جاذبية المدينة للسياح والسكان المحليين على حد سواء. وتشير التقارير المحلية إلى أن عدد الزوار الذين يمارسون السباحة في المياه الباردة قد ازداد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى الفوائد الصحية المعروفة، يلعب الجانب الاجتماعي دورًا هامًا في شعبية السباحة في المياه الباردة في أوباتيا. يتجمع المشاركون بانتظام لتكوين مجموعات، وتبادل الخبرات، وتشجيع بعضهم البعض. هذا الشعور بالانتماء والمجتمع يساهم في جعل هذه التجربة أكثر متعة وجاذبية.
تهتم السلطات المحلية أيضًا بتوفير بيئة آمنة ومناسبة لممارسة هذه الأنشطة. يتم توفير خدمات الإنقاذ والمراقبة خلال أوقات الذروة، ويُنصح المشاركون باتباع إرشادات السلامة اللازمة. وأكدت وزارة السياحة الكرواتية على دعمها لمبادرات تعزز السياحة الصحية والرفاهية في البلاد، بما في ذلك السباحة في المياه الباردة.
يجذب هذا النوع من السياحة – السياحة الصحية – شريحة معينة من الزوار المهتمين بتحسين صحتهم وعافيتهم. تستفيد أوباتيا من هذا التوجه من خلال تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات هذه الشريحة. تشهد أعداد السياح المهتمين بـ العافية والاستجمام تزايداً ملحوظاً كما تقول جمعية السياحة المحلية.
يرى خبراء السياحة أن نجاح أوباتيا في جذب ممارسي السباحة في المياه الباردة يمكن أن يكون نموذجًا لمدن أخرى تسعى إلى تطوير عروضها السياحية وتنويعها. من خلال الاستثمار في البنية التحتية الصحية والترويج للمناخ المعتدل والمناظر الطبيعية الخلابة، يمكن للمدن الساحلية الأخرى أن تستفيد من هذا الاتجاه المتنامي. يتماشى هذا مع توجهات السياحة العالمية نحو تجارب أكثر أصالة وتركيزًا على الصحة.
من المتوقع أن يعقد مجلس مدينة أوباتيا اجتماعًا في نهاية الشهر المقبل لمناقشة خطط مستقبلية لتطوير مرافق السباحة في المياه الباردة. تتضمن المقترحات الحالية بناء منصات إضافية لدخول المياه، وتحسين خدمات الإنقاذ، وتقديم المزيد من الأنشطة والبرامج المرتبطة بهذه الممارسة. ومع ذلك، فإن هذه الخطط لا تزال قيد الدراسة وتخضع للموافقة النهائية. سيكون من المهم مراقبة تطورات هذه الخطة، وتقييم تأثيرها على جاذبية أوباتيا كوجهة للسياحة الصحية.













