أعلنت الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية السعودية، وبالتنسيق مع المديرية العامة للسجون، عن إطلاق خدمة الغسيل الكلوي المتنقل داخل السجون في جميع أنحاء المملكة. تهدف هذه الخطوة إلى تحسين الرعاية الصحية المتخصصة المقدمة للنزلاء وتقليل الحاجة إلى نقلهم إلى المستشفيات الخارجية لتلقي العلاج. بدأت الخدمة في الرابع من ديسمبر 2025، وتعد إضافة نوعية لمنظومة الصحة في السجون بالمملكة.
تأتي هذه المبادرة في إطار سعي وزارة الداخلية المستمر لتوفير أفضل الخدمات الطبية للنزلاء، وتعتبر المملكة من بين الدول الرائدة عالمياً في تقديم هذه الخدمة المتخصصة داخل بيئة السجون. وتشمل الخدمة توفير وحدات غسيل كلوي مجهزة بالكامل، وفريق طبي متخصص بالإشراف على تقديم الرعاية اللازمة.
خدمة الغسيل الكلوي المتنقل: قفزة في رعاية صحة السجون
يعتبر توفير خدمة الغسيل الكلوي المتنقل داخل السجون تطوراً هاماً في مجال الرعاية الصحية المقدمة للنزلاء. فالخدمة تضمن استمرارية العلاج دون انقطاع، وتقلل من الضغط على المستشفيات الخارجية، بحسب ما صرحت به وزارة الداخلية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها توفر بيئة علاجية آمنة ومريحة للنزلاء، مما يساهم في تحسين صحتهم ورفاهيتهم.
أهداف المبادرة والتنسيق بين الجهات
ترتكز هذه المبادرة على عدة أهداف رئيسية. من أبرزها ضمان حصول النزلاء المصابين بأمراض الكلى على الرعاية الطبية اللازمة بشكل منتظم، مما يقلل من مضاعفات المرض ويحسن جودة حياتهم. وفقاً للبيانات المتاحة، فإن عدد النزلاء الذين يحتاجون إلى غسيل كلوي في تزايد مستمر، مما استدعى الحاجة إلى توفير حلول مبتكرة ومستدامة.
وتأتي المبادرة نتاج تعاون وثيق بين الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية والمديرية العامة للسجون. يشمل هذا التعاون توفير الدعم اللوجستي والأمني اللازم لتشغيل وحدات الغسيل الكلوي المتنقلة، وتوفير التدريب اللازم للفريق الطبي. وتستفيد المبادرة من البنية التحتية المتوفرة في السجون لتوفير مساحات مخصصة لتشغيل وحدات الغسيل الكلوي.
كيف تعمل الخدمة وما هي مزاياها؟
تعتمد الخدمة على استخدام وحدات غسيل كلوي حديثة ومجهزة بالكامل، يتم نقلها إلى مختلف الإصلاحيات في مناطق المملكة. تضم كل وحدة فريقاً طبياً متخصصاً يشمل أطباء وممرضين وفنيين، يقومون بإجراء جلسات الغسيل الكلوي للنزلاء وفقاً لأعلى المعايير الطبية. يتم اختيار مواقع الوحدات بناءً على دراسات دقيقة لتحديد الاحتياجات الفعلية لكل إصلاحية.
تشمل مزايا هذه الخدمة المتنقلة تقليل التكاليف المرتبطة بنقل النزلاء إلى المستشفيات الخارجية، وتوفير الوقت والجهد على كل من النزلاء والعاملين في المجال الطبي. كما أنها تساهم في تحسين الأمن والسلامة، حيث يتم تقديم الخدمة داخل بيئة السجن الخاضعة للرقابة الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعكس التزام المملكة بحقوق الإنسان وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لجميع أفراد المجتمع، بمن فيهم النزلاء.
وتشمل الرعاية الصحية المقدمة للنزلاء، بالإضافة الى الغسيل الكلوي المتنقل، فحوصات طبية دورية، وعلاج الأمراض المزمنة، وتوفير الأدوية اللازمة. وتسعى وزارة الداخلية إلى تطوير هذه الخدمات باستمرار، وإضافة خدمات جديدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنزلاء. وتهدف هذه الجهود إلى تحقيق رؤية المملكة 2030 في مجال الصحة والرعاية.
أكدت وزارة الداخلية أن هذه الخطوة ليست إلا جزءًا من سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تطوير وتحسين الخدمات المقدمة للنزلاء في مختلف المجالات. وتشمل هذه المبادرات توفير برامج تعليمية وتأهيلية، وتوفير فرص عمل، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي. ويرى مختصون في مجال إصلاح السجون أن هذه المبادرات تساهم في تعزيز فرص إعادة تأهيل النزلاء ودمجهم في المجتمع بعد الإفراج عنهم.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة توسيعاً تدريجياً لهذه الخدمة لتشمل المزيد من الإصلاحيات في مختلف مناطق المملكة. وتعتمد سرعة التوسع على توفر الموارد البشرية والمالية، وعلى التنسيق المستمر بين الإدارة العامة للخدمات الطبية والمديرية العامة للسجون. ومن المرجح أن يتم تقييم أثر هذه الخدمة على جودة الرعاية الصحية المقدمة للنزلاء، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير أو تحسين. هذا التقييم سيساعد في تحديد الخطوات المستقبلية لتحسين منظومة الصحة في السجون وتلبية الاحتياجات المتغيرة للنزلاء.












