أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الكويت، الدكتور مطر النيادي، أن العلاقات الكويتية الإماراتية تشهد تطوراً مستمراً وتعاوناً متزايداً في مختلف المجالات. جاء ذلك بمناسبة احتفال الإمارات بعيد الاتحاد الـ54، تحت شعار “متحدين”، مما يعكس قوة الروابط التاريخية والأخوية بين البلدين. وتشهد هذه العلاقات زخماً كبيراً مدعوماً باتفاقيات ومبادرات تهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والسياسية.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات اقتصادية وسياسية متسارعة، مما يزيد من أهمية التعاون الثنائي بين الكويت والإمارات. ويؤكد السفير النيادي على أن هذه العلاقات ليست مجرد شراكة اقتصادية، بل هي تجسيد لقيم التضامن والأخوة التي تربط شعبي البلدين.
تعزيز العلاقات الكويتية الإماراتية والنمو التجاري
شهد التبادل التجاري بين الكويت والإمارات نمواً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة. فقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 27.1 مليار درهم (حوالي 7 مليارات دولار أمريكي) خلال النصف الأول من عام 2025، بنمو قدره 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وواصل هذا النمو ليصل إلى 38.8 مليار درهم (حوالي 10 مليارات دولار أمريكي) خلال الأشهر التسعة الأولى من نفس العام، بمعدل نمو 7.6%، وفقاً لتصريحات السفير النيادي.
أهمية الكويت كشريك تجاري
تعتبر دولة الكويت من أهم الشركاء التجاريين للإمارات العربية المتحدة، كما أن الإمارات تحتل المرتبة الثانية كأكبر شريك تجاري للكويت على مستوى العالم، والأول عربياً وخليجياً. وتمثل الصادرات الكويتية غير النفطية للإمارات ما يقارب 20% من إجمالي هذه الصادرات. ويشير هذا إلى الاعتماد المتبادل القوي بين البلدين في القطاعات التجارية المختلفة.
ووفقاً للتقارير، شكلت التجارة بين البلدين حوالي ثلثي التجارة الكويتية مع دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2024. وتتوقع السلطات الكويتية والإماراتية استمرار هذا النمو في عام 2025، مما يؤكد قوة العلاقات الاقتصادية والفرص الاستثمارية المتاحة.
مبادرة “عقود من الأخوة”
أطلق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مبادرة للاحتفاء بعقود من الأخوة مع الكويت، تبدأ في 29 يناير القادم وتستمر لمدة أسبوع كامل. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدين، وتأكيد عمق العلاقات التاريخية التي تربط قيادتهما وشعبيهما. وقد وصف الشيخ محمد بن زايد العلاقات بين البلدين بأنها “السند قبل الاتحاد وبعده”، مشيراً إلى أن هذه العلاقات تمثل نموذجاً للوفاء والأخوة والمصير المشترك.
تأتي هذه المبادرة في إطار جهود مستمرة لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك السياحة، والثقافة، والتعليم، والصحة. وتهدف إلى خلق المزيد من الفرص للتبادل الثقافي والشعبي، مما يعزز التفاهم المتبادل والروابط الإنسانية.
وأشار السفير النيادي إلى أن شعار الاحتفال هذا العام “متحدين” يجسد القيم الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب. وأضاف أن هذه القيم تعتبر أساساً للنهضة والريادة التي تشهدها الإمارات في مختلف المجالات.
كما استذكر السفير الإرث الذي تركه الآباء المؤسسون بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما غرسوه في أبناء الإمارات من قيم التضامن وقوة الإرادة والإيمان بالإنسان. وأكد أن هذه القيم لا تزال تلهم الأجيال الحالية والسابقة، وتدفعهم نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
بالإضافة إلى التجارة، تشهد العلاقات الثنائية تعاوناً متزايداً في مجالات الاستثمار، والطاقة، والبنية التحتية، والسياحة. وتعمل الحكومتان الكويتية والإماراتية على تطوير المزيد من المشاريع المشتركة التي تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في كلا البلدين. وتعتبر الاستثمارات المتبادلة عاملاً مهماً في تعزيز الروابط الاقتصادية بين الكويت والإمارات.
وفي الختام، من المتوقع أن تستمر العلاقات الكويتية الإماراتية في النمو والتطور في ظل الرؤى الثاقبة لقيادتي البلدين. وستركز الجهود المستقبلية على تعزيز التعاون في المجالات الجديدة، مثل التكنولوجيا الرقمية، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي. ويتعين مراقبة التطورات الإقليمية و تأثيرها المحتمل على هذه الشراكة الاستراتيجية، بالإضافة إلى أي مبادرات جديدة تهدف إلى تعميق التعاون الثنائي.













