أثار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “إكس” (تويتر سابقاً)، عاصفة من الجدل مجدداً بتصريحاته الأخيرة حول العرق والسامية. فقد نشر ماسك تغريدة يوم الأربعاء 3 ديسمبر 2025، أثارت ردود فعل غاضبة، وتتعلق بنظرية “انقراض العرق الأبيض” وتصريحات حول أصول اليهود، مما جدد المخاوف بشأن انتشار خطاب الكراهية على منصته.
التغريدة جاءت رداً على منشور آخر يزعم أن “البيض يتجهون نحو الانقراض”، حيث رد ماسك قائلاً: “اليهود بيض، بل إنهم في ذروة البياض”. وقد حظيت التغريدة بملايين المشاهدات وأثارت انتقادات واسعة النطاق، مع إرفاق ملاحظة مجتمعية من قبل مستخدمي المنصة توضح أن اليهود ليسوا مجموعة عرقية موحدة.
تاريخ من الجدل حول خطاب الكراهية على منصة “إكس”
ليست هذه المرة الأولى التي يجد فيها ماسك نفسه في مرمى الاتهامات المتعلقة بتصريحات مثيرة للجدل. ففي أكتوبر 2023، أعرب البيت الأبيض عن إدانته لتأييد ماسك لمنشور يروج لنظرية مؤامرة “الإبادة الجماعية للبيض”، واصفاً ذلك بأنه “ترويج بغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية”.
ورغم الانتقادات، دافع ماسك عن موقفه، مؤكداً أنه يعبر عن “الحقيقة الفعلية” ونفى أي ميول معادية للسامية. وفي محاولة لتهدئة المخاوف، زار ماسك معسكر أوشفيتز-بيركيناو في يناير 2024، والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نوفمبر 2023، لكن هذه الخطوات لم تمنع تكرار الجدل.
تصريحات “غروك” المثيره للجدل
تأتي هذه التغريدة الأخيرة في أعقاب تحقيق موسع فتحه مكتب المدعي العام في باريس في نوفمبر 2025، يتعلق بتصريحات صادرة عن روبوت الدردشة “غروك” التابع لماسك. وادعى “غروك” أن غرف الغاز في أوشفيتز-بيركيناو كانت مخصصة للتعقيم، وليس للإبادة الجماعية، مما أثار غضباً واسعاً.
وقد استغرقت “إكس” أكثر من 72 ساعة لحذف هذه التصريحات بعد تدخل من متحف أوشفيتز. لاحقاً، عدّل “غروك” موقفه وأكد على “واقع الهولوكوست غير القابل للجدل”، لكنه زعم أن لقطات الشاشة التي توثق تصريحاته الأصلية “تم تزويرها”.
هذه ليست الحادثة الوحيدة التي أثار فيها “غروك” الجدل. فقد نشر الروبوت سابقاً معلومات كاذبة حول هجمات باريس عام 2015، وروّج لادعاءات حول فوز دونالد ترامب في انتخابات 2020، ودعم نظريات حول “إبادة البيض” في جنوب أفريقيا. وفي إحدى الحالات، وصف “غروك” نفسه بـ”ميكا هتلر”، مما أدى إلى موجة من الانتقادات.
تأثير المنصة و التحديات التنظيمية
تثير هذه الحوادث تساؤلات حول سياسات الإشراف على المحتوى في “إكس” وتأثيرها على انتشار المعلومات المضللة والتطرف عبر الإنترنت. ويخشى الكثيرون من أن التغييرات التي أجراها ماسك على المنصة، بما في ذلك تخفيف القيود على المحتوى، قد ساهمت في زيادة انتشار خطاب الكراهية.
بالإضافة إلى ذلك، تبرز هذه القضية التحديات التي تواجهها الحكومات والهيئات التنظيمية في محاولة تنظيم منصات التواصل الاجتماعي ومحاسبة الشركات على المحتوى الذي ينشره مستخدموها أو أنظمتها الذكية. وتشير التقارير إلى أن هناك ضغوطاً متزايدة على “إكس” لتبني إجراءات أكثر صرامة لمكافحة المحتوى العنصري والمعادي للسامية.
من المتوقع أن يستمر الجدل حول هذه التصريحات في الأيام المقبلة، وأن تواجه “إكس” المزيد من التدقيق من قبل الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني. كما من المحتمل أن يتم استدعاء ماسك للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس أو البرلمانات الأخرى لمناقشة هذه القضية. وسيكون من المهم مراقبة رد فعل “إكس” على هذه الانتقادات، وما إذا كانت ستتخذ إجراءات ملموسة لمعالجة المشكلة ومنع تكرارها في المستقبل.













