فاز المهندس الاستشاري عباس عبدالرضا، رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين الزراعيين في الكويت، برئاسة اتحاد المهندسين الزراعيين العرب. جاء هذا الإعلان خلال اجتماعات المكتب التنفيذي والمؤتمر العام للاتحاد في دورته الـ 46 الذي استضافته تونس مؤخرًا. يمثل هذا الفوز دفعة قوية للكويت في قيادة العمل الزراعي العربي المشترك، ويعكس الثقة التي حظيت بها الكفاءات الكويتية في هذا المجال.
وقد اختتمت أعمال المؤتمر في تونس، حيث تم الإعلان عن فوز المهندس علي أبونقطة، نقيب المهندسين الزراعيين في الأردن، بمنصب الأمين العام للاتحاد. يهدف هذا التشكيل الجديد إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية في قطاع الزراعة، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الأمن الغذائي في المنطقة. تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة العربية اهتمامًا متزايدًا بالتنمية الزراعية المستدامة.
أهمية فوز الكويت برئاسة اتحاد المهندسين الزراعيين العرب
يعتبر فوز المهندس عباس عبدالرضا بمنصب رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب خطوة هامة للكويت، خاصةً في ظل رؤيتها الطموحة للتنمية الزراعية وتنويع مصادر الدخل. تولي الكويت اهتمامًا خاصًا بالاستثمار في القطاع الزراعي، وتطوير التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تحديات تواجه القطاع الزراعي العربي
يواجه القطاع الزراعي العربي العديد من التحديات، بما في ذلك ندرة المياه، وتدهور الأراضي، والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى محدودية الاستثمار في البحث والتطوير. تتطلب هذه التحديات تضافر الجهود العربية وتبادل الخبرات والمعرفة، وهو ما يطمح الاتحاد إلى تحقيقه. كما أن تحقيق الأمن الغذائي العربي يتطلب استراتيجيات متكاملة تشمل دعم المزارعين، وتحسين البنية التحتية الزراعية، وتشجيع الاستثمار الخاص.
أعرب المهندس عبدالرضا عن بالغ سعادته بثقة الوفود العربية، مؤكدًا على أهمية المرحلة القادمة في تطوير الاتحاد وتعزيز التكامل العربي في المجال الزراعي. وشكر تونس على حسن الاستضافة والتنظيم المتميز لأعمال المؤتمر.
وأشار إلى أن التركيز خلال الفترة المقبلة سينصب على دعم الكفاءات الهندسية العربية، وتوفير الفرص المناسبة لهم للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. يتضمن ذلك تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل، وتبادل الزيارات الميدانية، وإطلاق المشاريع البحثية المشتركة.
خطط الاتحاد المستقبلية والتنمية الزراعية
تتضمن خطط الاتحاد المستقبلية تطوير آليات العمل، وتعزيز التواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالزراعة، بالإضافة إلى إعداد الدراسات والأبحاث التي تساهم في حل المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي. يهدف الاتحاد أيضًا إلى تفعيل دور المهندسين الزراعيين في صنع القرار، وتقديم المشورة الفنية للحكومات العربية.
وتشمل الرؤى المطروحة لتعزيز الاستدامة الزراعية في الدول العربية، الترويج لممارسات الزراعة الذكية التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة لتقليل استهلاك المياه والأسمدة، وتحسين جودة المنتجات الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، يركز الاتحاد على دعم المشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة، التي تعتبر ركيزة أساسية للتنمية الريفية وتوفير فرص العمل.
وفقًا لبيان صادر عن الاتحاد، سيتم تشكيل لجان متخصصة للعمل على تنفيذ هذه الخطط، ومتابعة التقدم المحرز. ستشمل هذه اللجان خبراء من مختلف الدول العربية، لضمان تحقيق التكامل والتنسيق المطلوب.
من الجانب الإداري، يُتوقع أن يعقد المكتب التنفيذي للاتحاد اجتماعًا قريبًا لوضع خطة عمل مفصلة للفترة القادمة، وتحديد الأولويات والميزانيات اللازمة. سيكون هذا الاجتماع فرصة لتبادل وجهات النظر بين الأعضاء الجدد والموجودين، وتوحيد الرؤى حول مستقبل العمل الزراعي العربي المشترك.
يبقى التحدي الأكبر أمام الاتحاد هو تحويل هذه الخطط الطموحة إلى واقع ملموس على الأرض. يتطلب ذلك توفير التمويل اللازم، وتذليل العقبات الإدارية والقانونية، وبناء شراكات فعالة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
في الختام، يتوقع أن يشهد القطاع الزراعي العربي تطورات ملحوظة في الفترة القادمة، بقيادة الاتحاد الجديد ورؤيته الطموحة. سيتم متابعة أداء الاتحاد وتقييم مدى تحقيق أهدافه المعلنة، بالإضافة إلى مراقبة التطورات الإقليمية والدولية التي قد تؤثر على القطاع الزراعي في المنطقة.













