أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، بتعيين رومان غوفمان، سكرتيره العسكري، رئيساً لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) جدلاً واسعاً في إسرائيل. يأتي هذا التعيين في وقت حساس، ويثير تساؤلات حول دوافع نتنياهو وثقة الموساد بقيادته الجديدة. القرار يتعلق بمنصب رئيس الموساد، وهو منصب بالغ الأهمية للأمن القومي الإسرائيلي.
أعلن مكتب نتنياهو، يوم الخميس، أن التعيين جاء بعد سلسلة مقابلات مع عدة مرشحين، وأن غوفمان سيحل محل ديفيد برنيع، الرئيس الحالي للموساد، الذي ستنتهي ولايته في يونيو/حزيران 2026. لم يقدم البيان تفاصيل إضافية حول أسباب اختيار غوفمان تحديداً، مما زاد من التكهنات حول هذا القرار.
جدل حول تعيين رئيس الموساد الجديد
انتقد العديد من المراقبين الإسرائيليين هذا التعيين، معربين عن قلقهم بشأن خبرة غوفمان في مجال الاستخبارات. يرى البعض أن غوفمان يفتقر إلى الخلفية اللازمة لقيادة جهاز معقد وحساس مثل الموساد. أوري إلمكاييس، ناشط سياسي ومحلل إسرائيلي، وصف القرار بأنه “خطر على أمن إسرائيل القومي” في تغريدة على منصة “إكس”.
خلفية مثيرة للجدل
تتعلق انتقادات إلمكاييس بحادثة سابقة تعود إلى فترة شبابه. فقد أُعتقل إلمكاييس في سن السابعة عشرة بعد أن قام ضابطان من الجيش الإسرائيلي، كان غوفمان يقودهما آنذاك، بتزويده بمعلومات سرية لنشرها على قنواته في تلغرام، في إطار ما وصف بـ “عملية تأثير”. لم تحظ هذه العملية بموافقة الجهات الأمنية المختصة.
يقول إلمكاييس إن غوفمان “تنصل من المسؤولية” بعد استخدامه في جمع المعلومات وتنفيذ عمليات تأثير، مما أدى إلى سجنه وتعرضه للتعذيب. في المقابل، لم يخضع غوفمان لأي تحقيق جنائي، واكتفى الجيش الإسرائيلي بتوجيه توبيخ له.
ردود فعل داخل الموساد
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن قرار نتنياهو أحدث “صدمة” داخل الموساد. القناة الـ12 الإسرائيلية أفادت بأن رئيس الجهاز كان قد اقترح مرشحين اثنين من داخل الجهاز، لكن نتنياهو اختار سكرتيره العسكري بدلاً منهما. يشير هذا إلى احتمال وجود انعدام ثقة بين نتنياهو ورئيس الموساد الحالي.
أعربت القناة الـ13 الإسرائيلية عن قلق الموساد من احتمال تعيين غوفمان، مشيرة إلى أن الجهاز ينتقد افتقاره للخبرة في مجال الاستخبارات. ونقلت عن مسؤول أمني كبير (لم يتم الكشف عن هويته) أن سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء، كانت “ضالعة” في هذا التعيين.
مخاوف من استقالات جماعية
تتوقع القناة الـ12 الإسرائيلية حدوث موجة استقالات داخل الموساد على خلفية هذا التعيين. ويرى كبار المسؤولين في الجهاز أن غوفمان “غير مناسب” للمنصب، وأنه سيحتاج إلى سنة أو سنتين للتأهل له. هذه المخاوف تتعلق بقدرة غوفمان على قيادة جهاز استخباراتي معقد يتطلب خبرة عميقة في هذا المجال.
تعتبر قضية رئيس الموساد الجديدة من القضايا الهامة التي تثير تساؤلات حول مستقبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. كما أن اختيار غوفمان يثير تساؤلات حول تأثير العوامل السياسية والشخصية على القرارات الأمنية.
من المتوقع أن يبدأ غوفمان مهامه الجديدة في يونيو/حزيران 2026، بعد انتهاء ولاية ديفيد برنيع. في الوقت الحالي، يترقب المراقبون رد فعل الموساد على هذا التعيين، وما إذا كانت ستحدث استقالات جماعية كما هو متوقع. كما يراقبون عن كثب تأثير هذا التغيير على السياسات الاستخباراتية الإسرائيلية في المستقبل. يبقى من غير الواضح كيف ستتطور الأمور، وما إذا كان غوفمان سيتمكن من كسب ثقة جهاز الموساد.













