منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جائزة جديدة تحمل اسم “جائزة فيفا للسلام” للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وذلك خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 الذي استضافته واشنطن العاصمة. هذه الخطوة غير المسبوقة أثارت جدلاً واسعاً وتساؤلات حول معايير اختيار الفائز بهذه الجائزة، خاصةً في ظل الانتقادات السابقة الموجهة لسياسات ترامب. وتسعى فيفا من خلال هذه الجائزة إلى تكريم الشخصيات التي تساهم في تعزيز السلام العالمي من خلال كرة القدم.
جاء الإعلان عن الجائزة وتسليمها للرئيس ترامب على هامش حفل القرعة الذي أقيم في مركز كينيدي للفنون، بحضور جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. وقد شارك ترامب لاحقاً في عملية سحب قرعة توزيع منتخبات الدول المضيفة، وهي لحظة تاريخية شهدتها مراسم القرعة للمرة الأولى.
جائزة فيفا للسلام تثير الجدل والانتقادات
أشاد إنفانتينو بترامب واصفاً إياه بأنه “يستحق جائزة فيفا للسلام بكل تأكيد”، مشيراً إلى الجهود التي بذلها خلال فترة رئاسته. بينما علق ترامب قائلاً إنه ساهم في “إنقاذ حياة الملايين” وتحقيق السلام بين دول مثل باكستان والهند. ومع ذلك، لم يخلُ الإعلان عن الجائزة من الانتقادات.
وسرعان ما أعلنت منظمات حقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش ومراسلون بلا حدود، عن تحفظاتها وقلقها من هذه الخطوة. وأعربت هذه المنظمات عن مخاوفها بشأن الشفافية في عملية اختيار الفائز، وغياب معايير واضحة ومحددة للجائزة.
انتقادات حول الشفافية ومعايير الاختيار
أشارت مينكي ووردن، مديرة هيومن رايتس ووتش، إلى عدم وجود إجراءات شفافة أو لجنة تحكيم معلنة لتحديد الفائز بالجائزة. وأضافت أن هذا يثير تساؤلات حول مصداقية الجائزة وأهدافها الحقيقية. وقد أثارت هذه الانتقادات تساؤلات حول مدى توافق هذه الجائزة مع قيم فيفا المعلنة المتعلقة بالسلام وحقوق الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك، أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن قلقها من احتمال تقييد دخول الصحفيين إلى الولايات المتحدة لتغطية فعاليات كأس العالم 2026، خاصةً مع تشديد إجراءات الدخول والهجرة.
يأتي منح هذه الجائزة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة جدلاً واسعاً حول قضايا الهجرة وحقوق الإنسان، وهو ما جعل هذه الخطوة أكثر حساسية وإثارة للجدل. ويذكر أن العلاقات بين ترامب ووسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان كانت متوترة خلال فترة رئاسته.
وتركز الانتقادات بشكل كبير على اختيار شخصية مثل ترامب، والتي يرى البعض أن سياساته تتعارض مع قيم السلام والتسامح التي تسعى الجائزة إلى تعزيزها. ومن جهة أخرى، يرى مؤيدو هذه الخطوة أن ترامب حقق إنجازات دبلوماسية مهمة ساهمت في تخفيف التوترات في بعض المناطق.
تأثير الجائزة على صورة فيفا ومستقبلها
من المتوقع أن يستمر الجدل حول جائزة فيفا للسلام وتداعياته في الأيام القادمة. وقد يؤثر هذا الجدل على صورة فيفا ومصداقيتها، خاصةً إذا لم تقدم تفسيرات واضحة ومقنعة حول أسباب اختيار ترامب للفوز بالجائزة. وتعتبر هذه الجائزة خطوة جديدة من قبل فيفا نحو تعزيز دورها في القضايا الاجتماعية والإنسانية.
ويرى مراقبون أن فيفا بحاجة إلى إثبات أنها جادة في التزامها بقيم السلام وحقوق الإنسان، وأن هذه الجائزة ليست مجرد محاولة لتحسين صورتها العامة أو تحقيق مكاسب سياسية. وستشكل كيفية تعامل فيفا مع هذه الانتقادات، والمعايير التي ستعتمدها في اختيار الفائزين في المستقبل، مؤشراً هاماً على مدى جدية هذا الالتزام.
من المنتظر أن يعلن فيفا عن تفاصيل إضافية حول معايير اختيار الفائزين بهذه الجائزة في الأشهر القادمة، وهو ما قد يساعد على تهدئة الانتقادات واستعادة الثقة في مصداقية الجائزة. وفي الوقت الحالي، يبقى مستقبل جائزة فيفا للسلام معلقاً إلى حد كبير على كيفية تعامل فيفا مع هذا الجدل والتحديات التي تواجهها.













