تواجه مربية جزائرية في فرنسا اتهامات خطيرة بالتسبب في أذى لعائلة كانت تعمل لديها، مع الاشتباه بأن يكون ذلك مدفوعًا بالتحيز. وتتعلق القضية بإضافة مواد ضارة إلى طعام وشراب العائلة، مما أثار مخاوف بشأن سلامتهم وصحتهم. التحقيقات جارية لتحديد الدافع الحقيقي وراء هذه الأفعال، وتحديد ما إذا كانت تمثل جريمة كراهية.
بدأت القضية في باريس بعد أن أبلغت صاحبة العمل الشرطة عن وجود طعم غريب في النبيذ وشعور بحرقة في العينين بعد استخدام مزيل مكياج. وتصاعدت الشبهات بعد العثور على مواد تنظيف في زجاجات مشروبات أخرى. وتم توقيف المربية، ليلى، البالغة من العمر 42 عامًا، في فبراير 2024، بعد أن عملت لدى العائلة منذ يناير 2024.
تحقيقات تكشف عن مواد ضارة وتصريحات معادية للسامية
أظهرت التحاليل السمية وجود مواد كيميائية خطيرة مثل بولي إيثيلين غلايكول في النبيذ، الكحول، وحتى المعكرونة، وهي مواد يمكن أن تسبب إصابات خطيرة في الجهاز الهضمي، وفقًا لوثائق القضية. في البداية، نفت ليلى جميع التهم الموجهة إليها، ولكنها غيرت أقوالها لاحقًا، وربطت أفعالها بـ “المال والسلطة”.
وادعت ليلى أنها سكبت هذه المواد “لمعاقبة” العائلة و”تحذيرها” على خلفية نزاع مالي. وقالت إنها كانت تدرك أن هذه المواد قد تتسبب في الألم، لكنها لم تكن تنوي قتلهم. إلا أن المحكمة لاحظت أن أقوالها تضمنت تصريحات وصفت بأنها “معادية للسامية”، مما أثار تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء فعلتها.
الخلفية والظروف المحيطة بالقضية
تضيف القضية بُعدًا حساسًا نظرًا لكون العائلة التي استهدفتها المربية من الديانة اليهودية. ووفقًا للمصادر، سألت المربية الأطفال باستمرار عن دينهم. وقد أثار هذا الأمر مخاوف حقيقية لدى العائلة حول النوايا الكامنة وراء تصرفات ليلى.
المحامية الموكلة عن ليلى أكدت أن تصريحات موكلتها تعكس “مشكلة طبقية واستياء مالي”، مضيفة أن المواد الضارة اقتصرت على مشروبات الوالدين، وهو ما قد يكون نقطة دفاع مهمة في المحاكمة. تشير هذه النقطة إلى أن أفعالها قد تكون مرتبطة بخلاف شخصي مع الزوجين أكثر من أي تحيز ديني.
بالرغم من ذلك، يركز الادعاء على التصريحات المعادية للسامية التي أدلت بها المتهمة، وربطها بفعل التسميم المزعوم. وتؤكد السلطات على أهمية معالجة مثل هذه الجرائم بشدة، خاصة وأنها قد تشكل تهديدًا للأمن المجتمعي وتثير فتيل الكراهية.
الوضع القانوني الحالي والخطوات القادمة
تم إيداع ليلى تحت المراقبة القضائية، وتنتظر استكمال التحقيقات وتقديمها للمحاكمة. تواصل الشرطة جمع الأدلة وتحليل الشهادات لتحديد ما إذا كانت هناك أي أطراف أخرى متورطة في القضية. لم يتم الإبلاغ عن أضرار طبية دائمة لأفراد الأسرة، وهو ما قد يؤثر على الحكم الصادر في القضية.
وتستعد المحكمة الفرنسية لمراجعة الأدلة والشهادات المقدمة من كلا الجانبين. من المتوقع أن تستغرق العملية عدة أشهر قبل تحديد موعد المحاكمة. التركيز الرئيسي الآن على تحديد الدافع الحقيقي وراء هذه الأفعال، وربطها بالتصريحات المعادية للسامية التي أدلت بها المربية. يذكر أن جريمة التسميم أو إلحاق الأذى المتعمد بالآخرين تحمل عقوبات صارمة بموجب القانون الفرنسي، خاصة إذا ثبت أنها مرتبطة بالتحيز أو الكراهية.
وتعتبر هذه القضية بمثابة تذكير بأهمية مكافحة التحيز والعنصرية بجميع أشكالها، وضمان سلامة وأمن جميع أفراد المجتمع. تبقى القضية قيد المتابعة، وسيكون من المهم مراقبة التطورات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالدليل المقدم من الادعاء وتصريحات الدفاع.













