أعلنت مصادر إسرائيلية عن وقوع أحداث متصاعدة في الضفة الغربية، بما في ذلك مقتل فلسطينيين وإصابة جندي إسرائيلي، بالإضافة إلى قرار حكومي بإخلاء بعض المستوطنات. وتأتي هذه التطورات في ظل زيارة وشيكة لمندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايكل والتز، مما يزيد من التوتر في المنطقة ويضع الضوء على قضية المستوطنات الإسرائيلية وتأثيرها على الأوضاع الأمنية والسياسية.
ووفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد أطلق جنود النار على مركبة فلسطينية بعد محاولة دهس جنود بالقرب من الخليل، مما أسفر عن مقتل شخصين، أحدهما قيل إنه منفذ العملية والآخر غير متورط. في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على مركبة مدنية في منطقة باب الزاوية بالخليل، ومنعت وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين.
تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية وعلاقتها بالزيارة الأمريكية
يأتي هذا التصعيد في سياق تزايد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة في ظل استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يعتبره الفلسطينيون والعالم الدولي انتهاكًا للقانون الدولي. وتعتبر هذه المستوطنات عقبة رئيسية أمام تحقيق سلام دائم وشامل.
وبحسب مراسل الجزيرة، فقد سلمت قوات الاحتلال جثمان أحد القتلى إلى طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني. وفي الوقت نفسه، أفاد الهلال الأحمر بأنه واجه صعوبات في الوصول إلى المنطقة بسبب منع قوات الاحتلال لسيارات الإسعاف.
قرار بإخلاء المستوطنات كإجراء استباقي
على صعيد آخر، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر أمرًا بإخلاء 14 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، وذلك قبل زيارة مندوب الولايات المتحدة مايكل والتز. تُصنف هذه البؤر على أنها مصدر للإرهاب اليهودي والجريمة القومية وتهدف الحكومة الإسرائيلية إلى الحد من العنف المرتبط بها.
وتهدف هذه الخطوة، كما تشير القناة، إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة قبل وصول المندوب الأمريكي. ويستعد الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية للتعامل مع أي مقاومة محتملة من قبل المستوطنين الذين قد يعارضون الإخلاء، حيث يبلغ عددهم التقديري حوالي 70 شخصًا لجأوا إلى هذه البؤر والمزارع.
هجمات مستوطنين وإعاقات لحياة الفلسطينيين
وقد شهدت نهاية الأسبوع سلسلة من الهجمات من قبل مستوطنين إسرائيليين على تجمعات فلسطينية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، تزامنت مع اقتحامات للجيش الإسرائيلي، وأسفرت عن إصابات بين المدنيين. تضمنت هذه الهجمات إطلاق مواشٍ في أراضي الفلسطينيين، مما أدى إلى إتلاف محاصيل زراعية، وإعاقة أعمال الحراثة في وادي ماعين جنوب الخليل، والاستيلاء على بذور مخصصة للموسم الزراعي.
منظمة “البيدر” الحقوقية وثقت هذه الانتهاكات، مؤكدة على تزايد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وتأثير ذلك على الأمن الغذائي وسير الحياة اليومية.
من المتوقع أن تشكل قضية المستوطنات الإسرائيلية محورًا رئيسيًا في محادثات مندوب الولايات المتحدة مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويترقب المجتمع الدولي رد فعل الأطراف المعنية على قرار الإخلاء، وتقييم تأثيره على مسار عملية السلام. في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في الضفة الغربية هشًا وقابلاً للانفجار، ويتطلب جهودًا دولية مكثفة لتجنب المزيد من التصعيد وتحقيق الاستقرار.
ورغم قرار الإخلاء، يظل مستقبل المستوطنات الإسرائيلية بشكل عام غير واضح. وستراقب الأوساط السياسية والدبلوماسية عن كثب موقف الإدارة الأمريكية من هذه القضية، وما إذا كانت ستضغط على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات بالكامل، وهو مطلب فلسطيني أساسي.













