تواجه عائلة فلسطينية في القدس الشرقية خطر التهجير القسري من منزلها، مما يثير مخاوف دولية بشأن استمرار سياسات الإخلاء في المنطقة. رفضت المحكمة الإسرائيلية استئناف العائلة، مما يضعهم على وشك الإخلاء من حي الشيخ جراح، ويؤكد منظمة العفو الدولية أن هذا يمثل جزءًا من نمط أوسع من نزع الملكية الفلسطينية في المدينة. هذه القضية، المتعلقة بـالتهجير القسري، تلقي الضوء على التحديات القانونية والإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في القدس الشرقية.
يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات المتعلقة بالاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتشير التقارير الأممية إلى زيادة مستمرة في عدد المستوطنين الإسرائيليين، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات هدم المنازل الفلسطينية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. الوضع يثير تساؤلات حول الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
التهجير القسري في الشيخ جراح: تفاصيل القضية
تعود قضية عائلة دياب إلى نزاع طويل الأمد حول ملكية الأراضي في حي الشيخ جراح. تدعي جماعة المستوطنين “نحلات شمعون” الحق في الأرض، بينما تؤكد العائلة الفلسطينية أنها تسكن المنزل منذ عقود. وقد رفضت المحكمة الإسرائيلية المركزية استئناف العائلة في فبراير 2025، مما ترك أمامهم خيارًا واحدًا وهو الاستئناف أمام المحكمة العليا.
في نوفمبر الماضي، منحت المحكمة العليا العائلة إذنًا بالاستئناف وأصدرت أمرًا قضائيًا مؤقتًا بوقف التنفيذ. ومع ذلك، فإن هذا الأمر المؤقت هو آخر وسيلة قانونية متاحة لهم لمنع الإخلاء. منظمة العفو الدولية قد ناشدت الحكومة الإسرائيلية للتدخل لوقف الإخلاء، محذرة من أنه قد يشكل جريمة حرب.
مخاوف دولية وقانونية
أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها البالغ إزاء الإخلاء الوشيك، واصفة إياه بأنه “جريمة حرب” محتملة بموجب القانون الدولي. وتشير المنظمة إلى أن نقل السكان المدنيين قسراً من أماكن إقامتهم يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
بالإضافة إلى ذلك، حذرت منظمة العفو الدولية من أن الإخلاءات قد ترتقي إلى “جريمة ضد الإنسانية” إذا تم تنفيذها كجزء من هجوم واسع أو منهجي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين. وتطالب المنظمة بضمان حماية العائلة من أي عنف أو مضايقات من قبل المستوطنين.
توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية
تأتي قضية الشيخ جراح في سياق أوسع من التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفقًا لتقرير أممي حديث، بلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية حوالي 737 ألفًا بين يونيو 2024 ومايو 2025. هذا العدد يشمل 165 مستوطنة و271 بؤرة استيطانية، مع إضافة 55 بؤرة جديدة خلال الفترة المذكورة.
التقرير الأممي يشير أيضًا إلى زيادة في معدل تهجير الفلسطينيين نتيجة عمليات الهدم. في المتوسط، تم تهجير 366 فلسطينيًا شهريًا، مقارنة بـ 244 شخصًا في الفترة السابقة. هذا الارتفاع يعكس تصاعد الضغوط على الفلسطينيين لمغادرة منازلهم وأراضيهم.
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، مثل تعليق وزير الدفاع يسرائيل كاتس على الموافقة على بناء 22 مستوطنة جديدة، تشير إلى أن التوسع الاستيطاني يهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية. وتؤكد الأمم المتحدة أن النظام القانوني التمييزي في المنطقة يجبر الفلسطينيين على مغادرة منازلهم وأراضيهم بسبب الاستيلاء غير القانوني على الأراضي والموارد.
منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني في المدينة وتوسيع المستوطنات. وتشمل هذه الإجراءات مصادرة الأراضي، وسحب تصاريح الإقامة، وعمليات الإخلاء القسري. “قانون الشؤون القانونية والإدارية” لعام 1970 يمنح اليهود الإسرائيليين حقوقًا حصرية للمطالبة بالممتلكات، بينما يحرم الفلسطينيين من حقوق مماثلة.
الوضع الحالي يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية. من المتوقع أن تصدر المحكمة العليا الإسرائيلية قرارًا نهائيًا بشأن استئناف عائلة دياب في الأشهر القادمة. وسيكون هذا القرار حاسمًا في تحديد مصيرهم ومستقبل حي الشيخ جراح. كما يجب مراقبة التطورات المتعلقة بتوسع المستوطنات الإسرائيلية وتأثيرها على حقوق الفلسطينيين في المنطقة. الاستمرار في نزاعات الأراضي وحقوق الملكية يمثل تحديًا كبيرًا للسلام والاستقرار.













