افتتحت الهيئة العامة للطرق والنقل البري خمسة تقاطعات حيوية في مناطق جنوب السرة وشارع دمشق، وذلك بهدف رئيسي هو تحسين الحركة المرورية وتخفيف الازدحام في هذه المناطق الهامة. جاء الافتتاح بتوجيهات مباشرة من وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان، ويُعد خطوة مهمة في إطار المشاريع التطويرية المستمرة للبنية التحتية في البلاد. وقد بدأ تشغيل هذه التقاطعات اعتبارًا من يوم الاثنين، مما يمثل إضافة نوعية لشبكة الطرق في العاصمة.
شمل الافتتاح الجسر الذي يربط جنوب السرة بـ السرة وقرطبة، بالإضافة إلى أربعة وصلات (أرَام) رئيسية. وتشمل هذه الوصلات تلك القادمة من السالمية إلى مدخل السرة، ومن قرطبة باتجاه الجهراء على الدائري الخامس، واللوب القادم من جنوب السرة باتجاه الجهراء، وأخيرًا الرام القادم من السالمية باتجاه قرطبة. هذه التقاطعات الجديدة من المتوقع أن تخدم عشرات الآلاف من المركبات يوميًا، وفقًا لتقديرات الهيئة.
أهمية مشروع جنوب السرة وشارع دمشق في تحسين الحركة المرورية
يُعتبر مشروع جنوب السرة وشارع دمشق (عقد رقم 257) من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للطرق في الكويت. يهدف المشروع إلى مواكبة النمو السكاني المتزايد والحفاظ على انسيابية حركة المرور في المناطق الحيوية. وتشير التقارير إلى أن هذا الجزء من العاصمة كان يعاني من اختناقات مرورية متكررة، خاصة خلال أوقات الذروة.
تفاصيل التقاطعات الجديدة
التقاطعات الخمسة التي تم افتتاحها تم تصميمها لتسهيل حركة المرور وتقليل نقاط التوقف. الجسر الجديد بين جنوب السرة والسرة وقرطبة يوفر طريقًا بديلًا لتجنب التقاطعات الأرضية المزدحمة. أما الوصلات الجديدة، فمن شأنها توزيع حركة المرور بشكل أفضل وتقليل الضغط على الطرق الرئيسية.
أكد مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري المكلف، المهندس خالد العصيمي، أن تشغيل هذه التقاطعات سيحدث نقلة نوعية في انسيابية الحركة المرورية. وأضاف أن المشروع يأتي في سياق خطة الهيئة لتطوير شبكة الطرق في جميع أنحاء البلاد، بهدف توفير بيئة مرورية آمنة ومريحة للمواطنين والمقيمين. وتعتبر تطوير الطرق جزءًا أساسيًا من رؤية الكويت 2035.
وقد شهد حفل الافتتاح حضورًا لافتًا من المسؤولين، بما في ذلك محافظ العاصمة الشيخ عبدالله سالم العلي، ووكيل وزارة الأشغال العامة المكلف عيد الرشيدي، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الداخلية. يعكس هذا الحضور الرسمي أهمية المشروع وتأثيره المتوقع على الحياة اليومية للمواطنين.
بالإضافة إلى تحسين الحركة المرورية، يهدف المشروع إلى تعزيز السلامة المرورية في المنطقة. فقد تم تصميم التقاطعات الجديدة وفقًا لأحدث المعايير الهندسية، مع مراعاة توفير الإضاءة الكافية وعلامات الإشارة الواضحة. كما تم أخذ احتياطات السلامة اللازمة لضمان حماية المشاة وراكبي الدراجات.
من الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للطرق والنقل البري تعمل حاليًا على تنفيذ العديد من المشاريع الأخرى في مختلف مناطق البلاد. وتشمل هذه المشاريع توسعة الطرق القائمة، وإنشاء طرق جديدة، وتطوير شبكات الصرف الصحي، وتحسين الإضاءة المرورية. تهدف هذه المشاريع إلى مواكبة التطور العمراني والاقتصادي الذي تشهده الكويت.
في سياق متصل، تعمل وزارة الداخلية على تكثيف جهودها لتنظيم حركة المرور وتطبيق قوانين المرور. وتشمل هذه الجهود زيادة عدد الدوريات المرورية، وتفعيل كاميرات المراقبة، وتوعية المواطنين بأهمية الالتزام بقواعد المرور. تهدف هذه الجهود إلى تقليل الحوادث المرورية وتحسين السلامة المرورية بشكل عام.
من المتوقع أن تستمر الهيئة العامة للطرق والنقل البري في متابعة أداء التقاطعات الجديدة وتقييم تأثيرها على حركة المرور. سيتم جمع البيانات وتحليلها لتحديد أي تعديلات أو تحسينات إضافية قد تكون ضرورية. كما ستعمل الهيئة على التواصل مع المواطنين والمقيمين للاستماع إلى ملاحظاتهم واقتراحاتهم.
في الختام، يمثل افتتاح هذه التقاطعات خطوة إيجابية نحو تطوير البنية التحتية المرورية في الكويت. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، مثل زيادة عدد المركبات وتدهور حالة بعض الطرق. يتطلب التغلب على هذه التحديات استمرار الجهود والتنسيق بين جميع الجهات المعنية، بالإضافة إلى تخصيص الموارد المالية اللازمة.













