نظمت جامعة الملك فيصل في مدينة الأحساء اليوم ملتقى ومعرضًا هامًا للحرف اليدوية، تحت عنوان “إرث مستدام للمستقبل”. استهدف الحدث، الذي حضره الدكتور عادل بن محمد أبو زناده رئيس الجامعة وعدد من القيادات الأكاديمية والمجتمعية، تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية ودورها في التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الوطني. يهدف الملتقى إلى دعم الحرفيين وتمكينهم اقتصاديًا.
شارك في الفعاليات التي جرت اليوم نخبة من المختصين والمهتمين بالحرف والفنون اليدوية في محافظة الأحساء، بالإضافة إلى ممثلين من كليات الجامعة والأندية الطلابية، وبعض المؤسسات غير الربحية. وقد شهد المعرض إقبالًا ملحوظًا من الزوار الذين استمتعوا بتشكيلة متنوعة من المنتجات التقليدية والحديثة.
أهمية الحرف اليدوية ودورها في الاقتصاد الوطني
تعتبر الحرف اليدوية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمملكة العربية السعودية، وهي تعكس تاريخًا عريقًا من الإبداع والمهارة. تساهم هذه الحرف في تنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط، وفقًا لرؤية المملكة 2030. وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن قطاع الحرف الصغيرة والمتوسطة يوفر فرص عمل كبيرة، خاصة للشباب والنساء.
برنامج الملتقى: محاور علمية وحوارية
تضمن الملتقى برنامجًا علميًا وحواريًا غنيًا، اشتمل على جلسات نقاش تناولت واقع الحرف اليدوية والتحديات التي تواجهها. ركزت الورش العمل المتخصصة على تطوير مهارات الحرفيين وتعزيز قدراتهم التسويقية، مما يساعدهم على المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية. كما ناقش الحضور أبعاد الحرف اليدوية الثقافية والتنظيمية والاقتصادية.
تم خلال الجلسات الحوارية تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي غير المادي، والذي تعتبر الحرف اليدوية جزءًا أساسيًا منه. وتحدث الخبراء عن ضرورة توثيق هذه الحرف ونقلها إلى الأجيال القادمة، لضمان استمراريتها. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة آليات دعم الحرفيين من خلال توفير التمويل والتدريب والوصول إلى الأسواق.
معرض الحرف اليدوية: عرض للإبداع المحلي
استعرض معرض الحرف اليدوية مجموعة واسعة من المنتجات التي تعكس التراث الثقافي الغني للمملكة، بما في ذلك السجاد والمنسوجات والمشغولات الفضية والخزف والمنتجات الجلدية. كما ضم المعرض أجنحة خاصة للأندية الطلابية التي عرضت أعمالًا فنية مبتكرة، تعبر عن رؤى الشباب وطموحاتهم. عزز هذا التنوع من جاذبية المعرض وجذب المزيد من الزوار.
بالإضافة إلى عرض المنتجات، قدمت الجهات غير الربحية المشاركة معلومات حول البرامج والمبادرات التي تهدف إلى دعم الحرفيين. وشمل ذلك توفير التدريب والتأهيل، وتقديم المساعدة الفنية والتسويقية، وتسهيل الحصول على التمويل. كما تم تنظيم عروض حية لبعض الحرفيين، مما أتاح للزوار فرصة التعرف على تقنيات الصناعة التقليدية.
دور الجامعة في دعم الحرف والمهن التقليدية
يأتي تنظيم جامعة الملك فيصل لهذا الملتقى والمعرض ضمن إطار التزامها بتعزيز دورها المجتمعي في الحفاظ على الموروث الوطني وتمكين الطاقات الإبداعية. وترى الجامعة أن دعم الحرف اليدوية يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الهوية الوطنية. وتسعى الجامعة إلى بناء شراكات استراتيجية مع الجهات المعنية لدعم هذا القطاع الحيوي.
ينسجم هذا الحدث مع مبادرات وزارة الثقافة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، التي تهدف إلى دعم وتمكين الحرفيين وتعزيز مكانة الحرف اليدوية في الاقتصاد الوطني. كما يأتي في سياق الاستعدادات لـ “عام الحرف اليدوية 2025″، الذي أعلنت عنه الهيئة العامة للسياحة والتراث، والذي من المتوقع أن يشهد إطلاق العديد من المبادرات والبرامج لدعم هذا القطاع. وينتظر أن تصدر الهيئة تفاصيل تلك المبادرات في الأشهر القلىلة القادمة.
في الختام، يمثل هذا الملتقى والمعرض خطوة مهمة نحو تعزيز حضور الحرف اليدوية وصونها بوصفها تراثًا ثقافيًا أصيلًا. تخطط جامعة الملك فيصل لتوسيع نطاق هذه الفعاليات في المستقبل، لتشمل المزيد من الحرفيين والمشاركين. وسيتطلب تحقيق الأهداف المرجوة استمرار الجهود التنسيقية بين الجامعة والجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى تخصيص الموارد اللازمة لدعم هذا القطاع، مع التركيز على المهن التقليدية والتراث الثقافي والتنمية المستدامة. تبقى متابعة تنفيذ خطة “عام الحرف اليدوية 2025” والمؤشرات الاقتصادية لهذا القطاع من الأمور التي تستحق المتابعة.













