أثار شجار بالأيدي بين نائبات في كونغرس مدينة مكسيكو، تم بثه على الهواء مباشرة، جدلاً واسعاً وانتقادات حادة. وتضمن الاشتباك الذي وقع يوم 17 ديسمبر 2025، قيام النائبات بـالشجار في البرلمان المكسيكي، حيث تبادلن اللكمات وشد الشعر خلال جلسة كانت تناقش إصلاحات لوكالة الرقابة على الشفافية. وقد أدى الحادث إلى تعطيل الجلسة وإثارة ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي.
وقع الحادث عندما تقدمت نائبات من حزب العمل الوطني (PAN) نحو المنصة الرئيسية للاحتجاج على ما وصفنه بخرق للإجراءات من قبل حزب مورينا (MORENA) الحاكم. ويعكس هذا التصعيد التوترات السياسية المتزايدة داخل الكونغرس، خاصة فيما يتعلق بقضايا الشفافية والحوكمة. ووفقًا لتقارير إعلامية مكسيكية، تصاعد الخلاف بسرعة إلى عنف لفظي ثم جسدي.
أسباب وتداعيات الشجار في البرلمان المكسيكي
يرتبط هذا الخلاف بنقاشات حول إصلاح وكالة الرقابة على الشفافية التابعة لحكومة مدينة مكسيكو، وهي مؤسسة رئيسية تهدف إلى ضمان المساءلة والنزاهة في عمل الحكومة. ويرى حزب PAN أن الإصلاحات المقترحة من قبل مورينا ستقوض استقلالية الوكالة وتقلل من فعاليتها. وقد أثار هذا الموقف اعتراضات واسعة من قبل المعارضة.
أظهر مقطع فيديو متداول مشاركة ما لا يقل عن خمس نائبات من الحزبين في الاشتباك، حيث تبادلن الدفع والصفع وشد الشعر. وبينما حاول نواب مورينا إبعاد أعضاء حزب العمل الوطني عن المنصة، أصرت المعارضة على البقاء، مما أدى إلى فوضى عارمة وتعطيل كامل للجلسة. هذا السلوك العنيف أثار صدمة واستياءً واسعين.
ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي
أثارت الواقعة موجة غضب وانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي في المكسيك. اعتبر العديد من المغردين أن هذه المشاهد تضر بسمعة المؤسسات التشريعية وتقوض ثقة المواطنين في العملية الديمقراطية. كما أدانوا العنف والتحريض الذي شهده البرلمان، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الحادث. استخدم العديد من الناشطين ووسائل الإعلام هاشتاج “فوضى في الكونغرس” للتعبير عن غضبهم.
تساءل بعض المغردين عن مدى تمثيل هذا السلوك الحقيقي لمصالح الشعب، وأعربوا عن قلقهم بشأن تأثيره على الاستقرار السياسي. في المقابل، دعا آخرون إلى إجراء تحقيق شامل لتحديد جميع الأطراف المتورطة واتخاذ الإجراءات الانضباطية اللازمة. وتزايدت المطالبات بوضع قوانين أكثر صرامة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
التأثير على المشهد السياسي المكسيكي
يعكس هذا الحادث حالة من الاستقطاب السياسي الحاد داخل الكونغرس، حيث تتصارع الأحزاب المختلفة على السلطة والنفوذ. ويشير البعض إلى أن هذا الصراع يعيق جهود الإصلاح والتنمية، ويؤدي إلى شلل تشريعي. ومن المرجح أن تؤدي هذه الأحداث إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المشهد السياسي المكسيكي. ويتوقع مراقبون أن تسعى الأحزاب المعارضة إلى استغلال هذه الواقعة لتعزيز موقفها وكسب تأييد شعبي أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا الحادث على صورة المكسيك في الخارج، ويثير تساؤلات حول مدى التزامها بالمعايير الديمقراطية وسيادة القانون. الخلافات السياسية الحادة، وخصوصًا تلك التي تتضمن العنف، يمكن أن تضر بالاستثمارات الأجنبية وتعيق التعاون الدولي. يشير مراقبون حقوقيون إلى أن هذه الحادثة قد تمثل تراجعاً في مستوى الحوار السياسي وتقبل الآخر.
من المتوقع أن يعقد الكونغرس اجتماعاً طارئاً خلال الأيام القليلة القادمة لمناقشة الحادث واتخاذ الإجراءات المناسبة. كما يتوقع أن يصدر حزبا PAN ومورينا بيانات رسمية توضح موقفهما من الأحداث. ويبقى من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هذا الحادث سيؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة الداخلية المكسيكية أو إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين الأحزاب. يجب مراقبة تطورات هذه القضية لمعرفة تأثيرها على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد. ويعتبر الحفاظ على الهدوء وضمان استئناف الحوار البناء أمرًا بالغ الأهمية لتجنب المزيد من التصعيد.













