شهدت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء انخفاضًا طفيفًا، متأثرة بحذر المستثمرين في انتظار بيانات اقتصادية أمريكية حاسمة. من المتوقع أن تلقي هذه البيانات الضوء على مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفدرالي في ظل اقتراب نهاية العام، مما أثر على التداولات الفورية والعقود الآجلة للمعادن الثمينة.
تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 4285 دولارًا للأوقية (الأونصة) وقت كتابة هذا التقرير، بينما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.5%. يأتي هذا الانخفاض بعد عام استثنائي شهد فيه الذهب ارتفاعًا بأكثر من 64%، محققًا أداءً فاق العديد من الأصول الأخرى وأرقامًا قياسية جديدة.
تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على أسعار الذهب
يركز المستثمرون بشكل كبير على البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، وخاصةً تقارير الوظائف والتضخم، لتقييم التوقعات المستقبلية لسياسة مجلس الاحتياطي الفدرالي. وفقًا لإيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تيستي لايف، فإن السوق تتساءل عما إذا كان هناك زخم كافٍ لدفع الذهب إلى مستويات أعلى، أو ما إذا كان المستوى الحالي يمثل نقطة تحول.
من المتوقع صدور تقارير الوظائف المجمعة لشهرَي أكتوبر ونوفمبر اليوم، على الرغم من أنها قد تفتقر إلى بعض التفاصيل بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يومًا. بالإضافة إلى ذلك، ستراقب الأسواق عن كثب بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ومؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى مجلس الاحتياطي الفدرالي.
العلاقة بين أسعار الفائدة والذهب
عادةً ما يميل الذهب، الذي لا يدر عائدًا، إلى الارتفاع في أوقات انخفاض أسعار الفائدة. ويرجع ذلك إلى أن تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب تقل عندما تكون عوائد الاستثمارات الأخرى منخفضة. ومع ذلك، فإن هذه العلاقة ليست دائمًا مباشرة، ويمكن أن تتأثر بعوامل أخرى مثل التضخم والطلب العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. لذلك، يمكن أن تشهد أسعار المعادن الثمينة ارتفاعًا في أوقات الأزمات أو التوترات الدولية.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر تأثير التطورات الاقتصادية على الذهب وحده، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى. انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.6% لتصل إلى 63 دولارًا للأوقية، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا مرتفعًا بلغ 64.65 دولارًا يوم الجمعة. في المقابل، ارتفع البلاتين بنسبة 0.8% ليصل إلى 1807.4 دولارًا، بينما زاد البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 1886.5 دولارًا للأوقية.
يعكس أداء المعادن النفيسة الأخرى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الطلب الصناعي والتغيرات في المعروض. على سبيل المثال، يستخدم البلاتين والبلاديوم على نطاق واسع في صناعة السيارات، وبالتالي فإن أداءهما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصناعة السيارات العالمية. كما أن سوق الذهب يتأثر بالطلب من البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن تقلبات أسعار الذهب اليوم يمكن أن تكون كبيرة، وأن التوقعات المستقبلية غير مؤكدة. يعتمد مسار الأسعار على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك البيانات الاقتصادية والسياسة النقدية والأحداث الجيوسياسية.
من المتوقع أن تستمر الأسواق في مراقبة البيانات الاقتصادية الأمريكية عن كثب في الأيام القليلة القادمة. وستكون بيانات التضخم، على وجه الخصوص، حاسمة في تحديد مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفدرالي وتأثيرها على أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى. من المهم للمستثمرين البقاء على اطلاع دائم بالتطورات الاقتصادية وتقييم المخاطر بعناية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.













