أقدم مستوطنون إسرائيليون، الجمعة، على سلسلة اقتحامات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، أسفرت عن إصابة شاب فلسطيني دهسًا، وتركيب بوابات جديدة، وإعاقة حركة المرور. وتأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد التوتر المستمر في المنطقة، وتزايد المخاوف من استمرار عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وقعت الاقتحامات في مدينة نابلس، ورام الله، وقلقيلية، وبيت لحم، وفقًا لتقارير إعلامية وشهود عيان. وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع حادث الدهس في نابلس، معلنًا عن اعتقال بعض المتورطين. وتأتي هذه التطورات بعد تحذيرات دولية متزايدة بشأن تصاعد العنف في الضفة الغربية.
تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية
شهدت الضفة الغربية، منذ بداية أكتوبر 2023، ارتفاعًا ملحوظًا في حوادث العنف التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. وتتراوح هذه الحوادث بين اعتداءات جسدية، وتخريب منازل وسيارات، وإعاقة حركة المرور، وتركيب حواجز وبوابات جديدة.
تفاصيل الاقتحامات الأخيرة
في نابلس، اقتحم مستوطنون المنطقة الشرقية من المدينة بمركباتهم، وأقدم أحدهم على دهس شاب فلسطيني أثناء مروره في شارع عمان، ما أدى إلى إصابته بكسور في قدميه. ونقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما حاول المستوطنون الوصول إلى مقام “قبر يوسف”، لكن إحدى مركباتهم انقلبت خلال فرارهم.
إضافة إلى ذلك، نصب مستوطنون بوابة جديدة في وادي “كفر نعمة” غرب مدينة رام الله، مما يعيق حركة الفلسطينيين في المنطقة. وفي قلقيلية، رشق مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة قرب دوار “قدوميم”، بينما عرقلوا حركة المرور عند دوار المنيا جنوب بيت لحم.
خلفية “قبر يوسف” والتوترات المحيطة به
يعتبر مقام “قبر يوسف” موقعًا دينيًا لليهود، ويقع في الطرف الشرقي من مدينة نابلس ضمن منطقة خاضعة للسيطرة الفلسطينية. ويقتحم المستوطنون المقام بشكل دوري تحت حماية الجيش الإسرائيلي لأداء طقوس دينية. ومع ذلك، يشير باحثون وعلماء إلى أن المقام قد لا يرتبط بالنبي يوسف، بل بضريح لشيخ مسلم يُدعى يوسف دويكات. هذا الجدل يزيد من التوتر في المنطقة.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أعربت العديد من الدول عن قلقها إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية. ففي نوفمبر الماضي، أصدرت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بيانًا مشتركًا ندّدت فيه بـ”الزيادة الكبيرة” في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، محذّرة من أن هذا التصعيد يهدد الاستقرار ويقوّض الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع.
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي بوقوع حادث الدهس في نابلس، معلنًا عن اعتقال بعض المتورطين ونقلهم إلى الشرطة الإسرائيلية. لكن تقارير حقوقية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يبذل جهودًا كافية لحماية الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين. الوضع الإنساني في الضفة الغربية يتدهور باستمرار.
وتشير الإحصائيات إلى أن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين قتلوا أكثر من 1100 فلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ 8 أكتوبر 2023، وأصابوا نحو 11 ألفًا، واعتقلوا ما يزيد على 21 ألفًا. الاعتقالات تشمل النساء والأطفال.
مستقبل الأوضاع في الضفة الغربية
من المتوقع أن يستمر التوتر في الضفة الغربية في ظل استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتعتمد التطورات المستقبلية على عدة عوامل، بما في ذلك المفاوضات السياسية، والوضع الأمني، والتدخلات الدولية. من المقرر أن تجتمع الأمم المتحدة في نهاية الشهر لمناقشة الوضع في الضفة الغربية، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت ستتخذ أي إجراءات ملموسة. يجب مراقبة تطورات الوضع عن كثب، مع التركيز على أي محاولات لتهدئة التوتر وحماية المدنيين.













