أصدرت محكمة في كاليفورنيا حكمًا بالإقامة الجبرية لمدة ثمانية أشهر على طبيب، وذلك على خلفية تورطه في قضية وفاة الممثل الأمريكي الشهير ماثيو بيري. القضية تتعلق بتزويد بيري بمادة الكيتامين، وهي المادة التي يُعتقد أنها تسببت في وفاته. وقد أقر الطبيب مارك تشافيز بالتفاصيل المتعلقة بهذه القضية.
ويأتي هذا الحكم في أعقاب تحقيق مكثف في الظروف المحيطة بوفاة نجم مسلسل “فريندز” في أكتوبر 2023. واعترف تشافيز بمساعدة بيري في الحصول على الكيتامين بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى الحكم عليه بأداء 300 ساعة من الخدمة المجتمعية. وينتظر أن يخضع باقي المشتبه بهم في القضية للمحاكمة، حيث أن تشافيز هو واحد من خمسة أفراد متهمين في هذه القضية.
وفاة ماثيو بيري وتورط الأطباء في قضية الكيتامين
عُثر على جثة ماثيو بيري فاقدًا للوعي في حوض الجاكوزي الخاص بمنزله، بعد تناول جرعة زائدة من الكيتامين. وقد أثارت هذه الوفاة صدمة واسعة في الأوساط الفنية والجماهيرية حول العالم، نظرًا لشعبية بيري الكبيرة.
وقد سبق للممثل الراحل أن تحدث علنًا عن صراعه مع الإدمان، موضحًا أنه خضع لعلاج سابق للاكتئاب باستخدام الكيتامين تحت إشراف طبي. ومع ذلك، فقد أوضحت السلطات أن هذه المادة المخدرة، التي تستخدم قانونيًا في بعض الحالات، غالبًا ما تُساء استخدامها لأغراض ترفيهية أو للحصول على تأثيرات تحفيزية.
التحقيقات تكشف عن استغلال محتمل
تشير التحقيقات إلى أن بيري ربما يكون قد عانى من انتكاسة في خريف عام 2023، مما جعله “ضحية لأطباء غير أمينين”، وفقًا لتصريحات السلطات. وتتركز الشكوك حول الطبيب الرئيسي في القضية، سلفادور بلاسينسيا، الذي يُزعم أنه استغل معاناة بيري لتحقيق مكاسب مادية.
وكشفت رسائل نصية تم العثور عليها على هاتف بلاسينسيا عن تساؤلات حول المبلغ الذي يمكن أن يدفعه بيري مقابل الحصول على الكيتامين، مما يعزز فرضية وجود استغلال مالي. تُظهر الرسائل، التي تعود لشهر سبتمبر 2023، استياءً من المبلغ المدفوع، وكأنّه أقل من المتوقع.
ووفقًا للسلطات، كان الأطباء يحصلون على الكيتامين بأسعار منخفضة جدًا، تصل إلى 12 دولارًا للعبوة الواحدة، قبل بيعها لبيري بأسعار باهظة، تصل إلى ألفي دولار. يُظهر هذا فارقًا كبيرًا في الأسعار، مما يشير إلى وجود استغلال واضح.
سبق للمحكمة أن حكمت على بلاسينسيا بالسجن لمدة 30 شهرًا، كما تم منعهما، هو وتشافيز، من ممارسة المهنة الطبية. ويأتي هذا كجزء من جهود السلطات لمعاقبة المتورطين في هذه القضية وضمان عدم تكرارها.
التداعيات القانونية والطبية لقضية الكيتامين
تثير هذه القضية تساؤلات مهمة حول تنظيم استخدام الكيتامين والرقابة على الأطباء الذين يصرفونه. وتجعل القضية من الضروري إعادة النظر في الإجراءات المتبعة لمنع إساءة استخدام هذه المادة وتوفير الحماية للمرضى المعرضين للخطر. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه القضية تُسلط الضوء على مخاطر الإدمان وأهمية توفير الدعم والعلاج اللازمين للمتعافين.
ويتزايد الاهتمام بقضية الكيتامين وإساءة استخدامه، نظرًا لانتشاره في الآونة الأخيرة كعلاج للاكتئاب واضطرابات الصحة النفسية الأخرى. وهناك مخاوف متزايدة من أن بعض الأطباء قد يستغلون المرضى لتحقيق مكاسب مالية، مما يتطلب تكثيف الرقابة واتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في القضية للكشف عن المزيد من التفاصيل وتحديد مدى تورط الأطباء الآخرين. وقد يؤدي ذلك إلى توجيه اتهامات إضافية أو إصدار أحكام جديدة. بالإضافة إلى ذلك، قد تتخذ السلطات إجراءات إدارية لتعزيز الرقابة على صرف الكيتامين وضمان التزام الأطباء بالمعايير المهنية والأخلاقية.













