توفي الممثل والمخرج والناشط السياسي الأميركي روب راينر، المعروف بانتقاداته اللاذعة للرئيس السابق دونالد ترامب، عن عمر يناهز 78 عامًا في منزله بضواحي لوس أنجلوس نهاية عام 2025. وقد ترك روب راينر، الذي اشتهر بأدواره في أفلام ومسلسلات تلفزيونية ناجحة، إرثًا فنيًا وسياسيًا متميزًا، وأثارت وفاته صدمة واسعة النطاق في أوساط السينما والسياسة، وأُلقي القبض على ابنه نيك بتهمة القتل.
الحياة المبكرة والمسيرة الفنية لروب راينر
ولد روب راينر في حي برونكس بمدينة نيويورك عام 1947، ونشأ في ولاية نيويورك قبل أن تنتقل عائلته إلى لوس أنجلوس في عام 1959. ينتمي راينر إلى عائلة فنية مرموقة، فوالده هو المنتج والممثل الكوميدي كارل راينر، ووالدته هي الممثلة والمغنية إستيل راينر. كما أن لديه أشقاء بارزين في المجال الفني، منهم المخرج والرسام لوكاس راينر والشاعرة سيلفيا آن راينر.
بدأ راينر مسيرته المهنية في مجال الترفيه مبكرًا، حيث شارك في عروض مسرحية خلال فترة الدراسة، وظهر في مسلسلات تلفزيونية عديدة. لكن انطلاقته الكبرى كانت من خلال تجسيده لشخصية مايكل ستيفيك في المسلسل الكوميدي الشهير “الكل في العائلة” الذي عرض بين عامي 1971 و 1979، والذي أكسبه شهرة واسعة النطاق.
التحول إلى الإخراج والإنتاج السينمائي
على الرغم من نجاحه كممثل، إلا أن روب راينر طمح إلى توسيع آفاقه الفنية والاتجاه نحو الإخراج. وقد أخرج العديد من الأفلام الناجحة، من بينها “هذا هو سباينال تاب” (1984)، وهو الفيلم الذي يعتبر من رواد “الموكيومنتري” (الوثائقي الساخر)، و”الأميرة العروس” (1987)، و”عندما التقى هاري بسالي” (1989)، و”بضعة رجال طيبين” (1992).
أسس راينر شركة إنتاج سينمائي خاصة به، “كاسل روك إنترتينمنت”، في عام 1987، والتي أنتجت العديد من الأفلام المرموقة. وقد ساهمت هذه الشركة في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز صناع السينما في هوليود.
الانخراط في العمل السياسي والنشاط الليبرالي
لم يقتصر نشاط روب راينر على المجال الفني، بل امتد إلى السياسة، حيث أصبح ناشطًا سياسيًا بارزًا ومؤيدًا للقضايا الليبرالية. وقد اشتهر بانتقاداته اللاذعة للسياسات التي يراها متطرفة أو غير عادلة، وكان من أشد المنتقدين للرئيس السابق دونالد ترامب.
شارك راينر في العديد من الحملات السياسية لدعم المرشحين الديمقراطيين، ودعا إلى الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية. كما كان مناصرًا قويًا لحقوق المثليين، وشارك في تأسيس المؤسسة الأميركية للمساواة في الحقوق.
الجدل حول تصريحات ترامب بعد الوفاة
في أعقاب وفاة روب راينر، أثار الرئيس السابق دونالد ترامب جدلاً واسعًا بتعليقاته على منصة “تروث سوشيال”، التي وصفها فيها بالمتعصبة. وقد قوبلت هذه التصريحات بإدانات واسعة النطاق من مختلف الأطراف، واعتبرها العديد من المراقبين مسيئة وغير لائقة في هذه الظروف الحساسة.
التحقيقات الجارية في ملابسات الوفاة
وفاة روب راينر وزوجته في منزلهما أثارت تساؤلات حول ملابسات الحادث. وقد أعلنت شرطة لوس أنجلوس فتح تحقيق في القضية، وألقي القبض على نيك راينر، نجل روب راينر، للاشتباه في تورطه في مقتلهما.
تجري السلطات حاليًا تحقيقات مكثفة لجمع الأدلة وتحديد الدوافع وراء الجريمة. ومن المتوقع أن تستمر التحقيقات لعدة أسابيع أو أشهر قبل الوصول إلى نتائج نهائية.
تلقّت الأوساط الفنية والسياسية نبأ وفاة روب راينر بصدمة وحزن عميقين. ومن المتوقع أن تستمر الأوساط الإعلامية في تغطية مستجدات التحقيق في ملابسات الوفاة.













