شهدت مدينة أجاكسيو الكورسيكية، يوم السبت، حادثة أمنية مروعة أسفرت عن قتل شخص برصاص الشرطة في وسط المدينة. ووفقًا لمصادر الشرطة الوطنية، فقد أطلق أحد الضباط النار على رجل كان يحمل سكينًا، بعد فشل محاولات إخضاعه. يأتي هذا الحادث في ظل استنفار أمني عام في فرنسا، مع اقتراب احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة.
وقع الحادث في جادة نابوليون، القلب النابض للعاصمة الكورسيكية، حوالي الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي. وأكدت الشرطة إصابة أحد ضباطها بجروح طفيفة خلال عملية المواجهة. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المشتبه به لم يكن لديه أي صلة بأنشطة إرهابية.
تفاصيل حادثة إطلاق النار في أجاكسيو
بدأت الأحداث عندما توقف رجل يبلغ من العمر 26 عامًا، كان يقود دراجة كهربائية، بشكل متكرر أمام عدة حانات في جادة نابوليون. وأفادت التقارير بأنه كان يتسبب في إزعاج للزبائن والمارة، وتصاعدت حدة التوتر عندما شهر سكينًا. حسب المدعي العام، نيكولا سيبتي، فقد أثار سلوكه مشادات كلامية عديدة قبل تدخل الشرطة.
وبحسب بيان صادر عن شرطة كورسيكا الجنوبية، فقد حاول رجال الشرطة السيطرة على الوضع باستخدام جهاز الصعق الكهربائي (Taser)، لكنه لم ينجح في إيقاف المشتبه به. وفي النهاية، اضطر أحد الضباط إلى استخدام سلاحه الناري، مطلقًا ثلاث رصاصات أصابت الرجل بشكل قاتل. التحقيقات جارية لتحديد الظروف الدقيقة لإطلاق النار.
التحقيقات الأولية واستبعاد الدوافع الإرهابية
أكد المدعي العام نيكولا سيبتي أن التحقيقات في خلفية المشتبه به جارية. وأضاف أنه بعد الفحص الأولي، تم استبعاد أي ارتباط بالأنشطة الإرهابية، لكن لم يتم تحديد دوافعه بعد. تتركز الجهود حاليًا على جمع المعلومات حول تاريخه الشخصي وأي عوامل أخرى كانت قد ساهمت في تصرفه.
في الوقت ذاته، يشير بعض المراقبين إلى أن هذا الحادث قد يعكس تصاعدًا في حالات العنف المرتبطة بالصحة النفسية، خاصة في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. هذه مسألة تتطلب المزيد من الدراسة والبحث لفهم أبعادها بشكل كامل.
في تعليق عبر منصة X، أعرب لوران نونيز، وزير الداخلية الفرنسي، عن شكره لضباط شرطة أجاكسيو على “استجابتهم السريعة وتصرفهم الحاسم” الذي وضع حدًا للتهديد. وأشار الوزير إلى أن اليقظة الأمنية في فرنسا في أوجها خلال هذه الفترة من العام.
وقد طلب وزير الداخلية من المحافظين في جميع أنحاء البلاد تكثيف دوريات الأمن العام قبل أيام قليلة من عيد الميلاد، وذلك استجابةً للتهديدات الأمنية المحتملة. يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز الشعور بالأمان لدى المواطنين وردع أي محاولات لزعزعة الاستقرار.
وتأتي هذه الحادثة في سياق عام من التوتر الأمني في فرنسا، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. على الرغم من أن السلطات تؤكد أن هذا الحادث ليس له علاقة بالإرهاب، إلا أنه يثير من جديد تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة.
يذكر أن جزيرة كورسيكا، على الرغم من كونها وجهة سياحية شهيرة، شهدت بعض الاضطرابات الأمنية في الماضي، خاصة فيما يتعلق بالصراعات السياسية والعصابات المحلية. ومع ذلك، فإن الحادثة الأخيرة تبدو منفصلة عن هذه الصراعات، وتركز بشكل أساسي على سلوك فردي.
هذا الحادث يثير أيضًا نقاشًا حول بروتوكولات استخدام القوة من قبل الشرطة، ومدى ملاءمتها في التعامل مع الأشخاص الذين يشكلون تهديدًا بالأسلحة البيضاء. من المتوقع أن تراجع السلطات هذه البروتوكولات للتأكد من أنها تتوافق مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية. قتل شخص برصاص الشرطة هو حدث جلل يتطلب تحقيقًا شاملاً ومساءلة.
سينتهي التحقيق الجنائي في ملابسات الحادث في غضون أسابيع، وستُعرض النتائج على القضاء. من المتوقع أيضًا أن يتم إجراء تحقيق داخلي من قبل الشرطة لتحديد ما إذا كان هناك أي قصور في الإجراءات المتخذة. كل هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان الشفافية والعدالة في التعامل مع هذه القضية الحساسة. الأمن في أجاكسيو سيكون محور اهتمام في الأيام القادمة.
في غضون ذلك، حثت السلطات المحلية المواطنين على الهدوء وعدم الانصياع للشائعات، مؤكدةً أن الوضع تحت السيطرة. تشديد الرقابة الأمنية في كورسيكا سيستمر بالتزامن مع التجهيزات للاحتفالات القادمة. مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الحادثة ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسات الأمنية في فرنسا على المدى الطويل.













