أعلنت أمانة محافظة جدة عن جاهزيتها التامة لمواجهة أي طقس سيئ، مؤكدة أنها على أهبة الاستعداد لتنفيذ خططها المسبقة فور صدور أي تنبيهات الأمطار من المركز الوطني للأرصاد، بغض النظر عن درجة التحذير. يأتي هذا الإعلان في ظل توقعات بتأثر مناطق مختلفة من المملكة بأمطار متفاوتة الغزارة خلال الفترة القادمة.
تؤكد الأمانة أن الاستعدادات تتضمن نشر فرقها الميدانية والمعدات في 15 مركز إسناد استراتيجي، موزعة بالقرب من المناطق الأكثر عرضة للخطر والطرق الرئيسية المؤدية إليها. وتهدف هذه الإجراءات إلى ضمان استمرارية الحياة اليومية وتقليل الأضرار المحتملة الناتج أضطراب حالة الطقس.
خطط متكاملة للتعامل مع حالات الأمطار في جدة
أوضحت أمانة جدة أن خططها للتعامل مع الحالات المطرية ليست ارتجالية، بل هي نتاج سنوات من التخطيط والتدريب والتحليل، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات المتراكمة في المدينة وفي مناطق أخرى من المملكة. وتخضع هذه الخطط لمراجعة وتحديث دوري لضمان فعاليتها في ظل الظروف المتغيرة.
الاستعداد قبل موسم الأمطار
يشمل الاستعداد لموسم الأمطار، الذي وصفه مدير مركز الأزمات والكوارث في الأمانة، فيصل عيبان، بـ “مرحلة الاستعداد”، عدة إجراءات رئيسية. تتضمن هذه الإجراءات مراجعة وتحديث خطط الطوارئ، والتنسيق مع الجهات الحكومية ذات الصلة، وتحديد الأماكن التي قد تشكل خطرًا بسبب تجمع المياه أو الأودية.
وبحسب الأمانة، يتم تحديث خرائط المخاطر باستمرار، وإجراء أعمال صيانة دورية لشبكات تصريف مياه الأمطار والقنوات، بالإضافة إلى حملات توعية عامة حول الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها خلال هطول الأمطار. يتم أيضاً اختبار قنوات الاتصال بين مركز العمليات والطوارئ والجهات المعنية بشكل دوري.
آلية التعامل مع تنبيهات الأرصاد
عند استلام أي تنبيهات الأرصاد من المركز الوطني للأرصاد، يقوم مركز العمليات والطوارئ في أمانة جدة بتحليل دقيق للتنبيه لتحديد مدى خطورته وتأثيراته المحتملة والنطاق الجغرافي والزمني للحالة المطرية. وبعد ذلك، يتم إبلاغ الإدارات والجهات المعنية في الأمانة عبر قنوات الاتصال المعتمدة.
وتعتمد درجة الاستعداد على مستوى التنبيه. ومع ذلك، تشدد الأمانة على أنها ترفع مستوى الجاهزية إلى أقصى درجة مع أي تنبيه، تحسبًا لأي تغيير مفاجئ في الأحوال الجوية. وتوفر الأمانة دعماً كاملاً للفرق الميدانية، وتتخذ قرارات تصعيد الاستجابة عند الحاجة.
الاستجابة السريعة وتقييم الأضرار
في حال صدور تنبيه أحمر للأمطار، يتم تمركز كامل طاقات الأمانة في مراكز الإسناد قبل بدء الحالة بـ 120 دقيقة كحد أقصى. كما يتم تعزيز المواقع الحيوية مثل المستشفيات والأنفاق والشوارع الرئيسية بالمعدات اللازمة قبل بدء الحالة بـ 60 دقيقة كحد أقصى. ويباشر مركز العمليات والطوارئ متابعة الحالة المطرية على مدار الساعة فور بدء هطول الأمطار.
تشمل مهام الفرق الميدانية مراقبة شبكات تصريف مياه الأمطار والمواقع الحرجة، واستقبال البلاغات ومعالجتها حسب الأولوية، وسحب المياه من المناطق المتضررة بسرعة وكفاءة. بعد انتهاء الحالة المطرية، يتم إعداد تقارير تفصيلية تتضمن تقييمات للأداء والدروس المستفادة لاستخدامها في تحديث الخطط والإجراءات المستقبلية.
تضم الفرق الميدانية التابعة لأمانة جدة ما يقارب 7160 فردًا، وتستخدم أكثر من 1621 معدة وآلية للتعامل مع حالات الأمطار، موزعة على 11 بلدية و15 مركز إسناد. و تهدف هذه الإمكانات إلى سرعة الاستجابة والتعامل الفعال مع أي تحديات قد تظهر.
تستمر أمانة جدة في التنسيق المستمر مع جميع الجهات المعنية لضمان أعلى مستويات الاستعداد للتعامل مع أي حالات طقس سيئة. و يُتوقع الإعلان عن خطط إضافية لتعزيز البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي قبل بداية موسم الأمطار القادم، مع التركيز على المناطق التي شهدت تجمعات مياه كبيرة في الأعوام السابقة.












