أصدر تجمع جدة الصحي الثاني مؤخرًا رخصة الحماية من العنف والإيذاء الأسري، كخطوة هامة لتعزيز منظومة الحماية المجتمعية في المدينة. يهدف هذا الإجراء إلى ترسيخ بيئة آمنة وداعمة للأفراد والأسر، وتفعيل آليات الرصد والتدخل المبكر في حالات العنف والإيذاء. جاء هذا القرار في سياق تطبيق المرسوم الملكي لنظام الحماية من الإيذاء، وجهود التجمع المستمرة لتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع.
ويأتي إصدار الرخصة في محافظة جدة، في 23 ديسمبر 2025، بعد فترة من التخطيط والتعاون بين تجمع جدة الصحي الثاني والجهات الحكومية المعنية. هذه الخطوة تهدف بشكل رئيسي إلى تمكين الكوادر الصحية من أداء دور حيوي في حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، وتقديم الدعم اللازم لهم. ويهدف التجمع إلى ضمان حصول المستفيدين على الرعاية الصحية والنفسية المتكاملة، بالإضافة إلى ربطهم بالخدمات الاجتماعية المتاحة.
أهمية رخصة الحماية من العنف والإيذاء الأسري
تعتبر رخصة الحماية من العنف والإيذاء الأسري بمثابة إطار تنظيمي يحدد معايير الجودة والاحترافية في التعامل مع حالات العنف والإيذاء. وتضمن هذه الرخصة أن الكوادر الصحية لديها المعرفة والمهارات اللازمة لتقييم المخاطر، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، والإبلاغ عن الحالات التي تتطلب تدخلًا قانونيًا. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الرخصة من التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات المعنية، مثل الشرطة، والمحاكم، والمنظمات غير الحكومية.
تفعيل الأطر النظامية
يأتي إصدار هذه الرخصة كجزء من جهود أوسع لتفعيل نظام الحماية من الإيذاء في المملكة العربية السعودية. ففي عام 2018، صدر المرسوم الملكي الذي يهدف إلى حماية الأفراد من جميع أشكال الإيذاء، سواء كان جسديًا، أو نفسيًا، أو لفظيًا، أو اقتصاديًا. وقد اتخذت وزارة الصحة خطوات ملموسة لتطبيق هذا النظام في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك تدريب الكوادر الصحية، وتطوير البروتوكولات والإجراءات اللازمة.
دور التجمع الصحي في الحماية المجتمعية
أكد تجمع جدة الصحي الثاني أن هذه الخطوة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تولي أهمية قصوى لتحسين جودة الحياة وتعزيز الأمن المجتمعي. ويعتبر التجمع الصحي جزءًا لا يتجزأ من هذه الرؤية، حيث يسعى إلى تقديم خدمات صحية شاملة ومتكاملة تلبي احتياجات المجتمع. وتشمل هذه الخدمات الوقاية من الأمراض، والعلاج، والتأهيل، بالإضافة إلى التوعية الصحية وتعزيز السلوكيات الإيجابية.
بالإضافة إلى ذلك، يركز التجمع على تطوير برامج متخصصة للتعامل مع حالات العنف والإيذاء الأسري، مثل برامج الدعم النفسي، وبرامج إعادة التأهيل، وبرامج التوعية الأسرية. وتستهدف هذه البرامج جميع أفراد الأسرة، بمن فيهم الضحايا، والجناة، والأطفال. ويهدف التجمع إلى مساعدة الأسر على حل مشاكلها بطرق سلمية وبناءة، وتعزيز العلاقات الأسرية الصحية.
وتشمل الجهود المبذولة أيضًا تطوير نظام للإبلاغ عن حالات العنف والإيذاء الأسري، يضمن سرية المعلومات وحماية الضحايا. ويتيح هذا النظام للكوادر الصحية الإبلاغ عن الحالات المشتبه بها إلى الجهات المختصة، دون المساس بخصوصية الضحايا. ويعتبر هذا النظام خطوة هامة نحو تعزيز الشفافية والمساءلة في التعامل مع هذه الحالات.
من الجدير بالذكر أن هذه الخطوة تأتي في ظل تزايد الوعي بأهمية حماية الأفراد من العنف والإيذاء الأسري. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن العنف والإيذاء الأسري له آثار سلبية خطيرة على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، وعلى التنمية المجتمعية بشكل عام. Therefore, it’s crucial to combat these issues through comprehensive strategies and effective interventions.
تعمل وزارة الصحة حاليًا على توسيع نطاق هذه الرخصة لتشمل جميع المناطق والمحافظات في المملكة. كما تسعى الوزارة إلى تطوير نظام متكامل للحماية من العنف والإيذاء، يضم جميع الجهات المعنية، ويستند إلى أفضل الممارسات العالمية. وتشمل الخطط المستقبلية أيضًا إطلاق حملات توعية شاملة لتثقيف الجمهور حول مخاطر العنف والإيذاء الأسري، وحقوق الضحايا، وسبل الحصول على المساعدة.
ومن المتوقع أن يشهد التجمع الصحي في جدة عمليات تفتيش دورية للتأكد من التزام المؤسسات الصحية بالمعايير المطلوبة للحصول على الرخصة. وسيكون هناك تقييم مستمر لفعالية البرامج والخدمات المقدمة، بهدف تحسينها وتطويرها. وستعتمد الخطوات التالية على نتائج هذه التقييمات، بالإضافة إلى التطورات في مجال الحماية من العنف والإيذاء الأسري على المستوى الوطني والدولي.












