أعرب السفير الياباني لدى الكويت، موكاي كينيتشيرو، عن تقديره العميق للعلاقات الكويتية اليابانية المتنامية، مؤكداً على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. جاء ذلك بمناسبة مرور عام على تسليمه أوراق اعتماده للأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في ديسمبر 2024، حيث سلط الضوء على التقدم الملحوظ الذي شهدته العلاقات الثنائية خلال هذه الفترة في مختلف المجالات. وتأتي تصريحات السفير في سياق تعزيز الدبلوماسية والتعاون الإقليمي.
أكد السفير موكاي أن الكويت قدمت له حفاوة استقبال وكرم ضيافة لا ينسيان، وأنه يكن للشعب الكويتي مودةً عميقة. وأعرب عن تهانيه للأمير بمناسبة الذكرى الثانية لتولي مقاليد الحكم، مشيداً بحكمته ورؤيته الطموحة للكويت.
تطور العلاقات بين الكويت واليابان: نحو شراكة استراتيجية شاملة
شهدت العلاقات الثنائية بين الكويت واليابان تطوراً كبيراً خلال العامين الماضيين، مدفوعة بالزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى ومناقشات بناءة حول آفاق التعاون المستقبلية. ووفقًا للسفير، فقد بلغت العلاقات نقطة تحول خلال زيارة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد إلى اليابان في مايو 2025، حيث اتفق الجانبان على الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”.
زيارات متبادلة لتعزيز التعاون
عقد اجتماع وزراء خارجية اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي في الكويت خلال شهر سبتمبر الماضي، برئاسة الكويتية، بمشاركة وزير الخارجية الياباني إيوايا تاكيشي. وقد أجرى الوزير تاكيشي مباحثات جانبية مع سمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء، تناولت سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
بالإضافة إلى ذلك، استقبلت الكويت في أواخر أكتوبر حاكمة طوكيو يوريكو كويكي على رأس وفد من ممثلي الشركات الناشئة. تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، واستكشاف فرص الاستثمار في القطاعات الواعدة في كلا البلدين. ويُعد قطاع التكنولوجيا والابتكار من المجالات التي تحظى باهتمام متزايد من كلا الطرفين.
تكريم كويتي وتقارب ثقافي
في نوفمبر، تم تكريم سمو الشيخ ناصر المحمد بمنحه وسام الشمس المشرقة من الدرجة الأولى من قبل إمبراطور اليابان، وذلك تقديراً لجهوده الكبيرة في تعزيز العلاقات الودية بين البلدين. يعكس هذا التكريم التقدير الياباني العميق للدور الذي لعبه سموه في دعم وتطوير هذه العلاقات على مر السنين.
كما ساهمت مشاركة الكويت في معرض إكسبو 2025 أوساكا في التعريف بالثقافة الكويتية لدى الشعب الياباني. حظي جناح الكويت بإقبال كبير وتغطية إعلامية واسعة، مما ساهم في تعزيز التبادل الثقافي والفهم المتبادل بين البلدين.
أشار السفير إلى أن عامه الأول في الكويت شهد العديد من التفاعلات الإنسانية الغنية. من خلال لقاءاته مع شخصيات من مختلف المجالات، وزياراته للديوانيات الكويتية، اكتسب السفير كينيتشيرو قناعةً راسخة بوجود إمكانات هائلة لتطوير التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الطاقة والمياه.
ويرى السفير أن الشركات اليابانية تملك تقنيات متقدمة يمكن أن تساهم بشكل كبير في تطوير هذه القطاعات في الكويت. كما يرى أن هناك فرصًا واسعة للتوسع في مجالات تعاون جديدة، مثل الرعاية الصحية والتعليم.
تعتبر اليابان من أهم الشركاء التجاريين للكويت، حيث تتبادل البلدان السلع والخدمات في مختلف القطاعات. ويشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر الشركات اليابانية بشكل كبير في مشاريع الطاقة والبنية التحتية في الكويت. وتعزيز الاستثمار الياباني في الكويت يعتبر أولوية قصوى.
أكد السفير موكاي على حرص اليابان على مواصلة دعم أمن واستقرار الكويت والمنطقة. ويرى أن التعاون الأمني بين البلدين أمر ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية، وتحقيق السلام والازدهار. وستظل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أساسية لهذا التعاون.
في الختام، يتوقع أن تستمر الكويت واليابان في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات خلال الفترة القادمة، مع التركيز على تنفيذ المشاريع المشتركة التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارات المتبادلة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن المزيد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة في الأشهر المقبلة. يبقى متابعة الخطوات الفعلية لتنفيذ هذه الاتفاقيات، وكذلك التطورات الإقليمية التي قد تؤثر على هذه العلاقة، أمرًا هامًا.












