حذرت مجلة “بي إم جي تقارير الحالة” (BMJ Case Reports) من أن الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة قد يزيد من خطر الإصابة بـالسكتة الدماغية. وأوضحت المجلة أن الاستهلاك المفرط للكافيين، وهو المكون الرئيسي في هذه المشروبات، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يمثل عامل خطر كبير للإصابة بالسكتة الدماغية. هذا التحذير يأتي في ظل تزايد شعبية هذه المشروبات بين الشباب والمراهقين.
وقد نشرت المجلة العلمية تقريرها في 21 ديسمبر 2025، مشيرةً إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها من الكافيين لا تتجاوز 400 ملليغرام. في المقابل، يمكن أن يحتوي كوب الشاي على حوالي 30 ملليغرامًا، بينما يحتوي فنجان القهوة على حوالي 90 ملليغرامًا، بينما تتجاوز بعض مشروبات الطاقة هذه النسب بشكل كبير. وتشير التقديرات إلى أن الإفراط في تناول الكافيين قد يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.
أعراض السكتة الدماغية وكيفية التعامل معها
تعتبر السكتة الدماغية حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا سريعًا. وفقًا للمجلة، من الضروري التعرف على أعراض السكتة الدماغية والتحرك فورًا لطلب المساعدة الطبية. التأخير في العلاج يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو حتى الوفاة.
وشددت المجلة على ضرورة استدعاء الإسعاف فور الاشتباه في الإصابة بسكتة دماغية من خلال ملاحظة الأعراض التالية:
- ضعف مفاجئ في جانب واحد من الجسم (الذراع أو الساق).
- خدر أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم.
- صعوبة مفاجئة في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
- صعوبة مفاجئة في التحدث أو فهم الكلام.
- دوخة مفاجئة أو فقدان التوازن أو التنسيق.
- صداع شديد مفاجئ دون سبب معروف.
علاقة الكافيين والمكونات الأخرى بالسكتة الدماغية
بالإضافة إلى الكافيين، تشير بعض الدراسات إلى أن مكونات أخرى موجودة في مشروبات الطاقة، مثل التورين والغوارانا والجنسنغ والغلوكورونولاكتون، قد تعزز من تأثير الكافيين وتزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه العلاقة بشكل قاطع. تعتبر هذه المكونات مواد منبهة وقد تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم.
تأثير مشروبات الطاقة على الصحة العامة
لا تقتصر مخاطر مشروبات الطاقة على السكتة الدماغية فقط. تشير الأبحاث إلى أن الاستهلاك المفرط لهذه المشروبات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، مثل اضطرابات النوم والقلق وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، قد تتفاعل مشروبات الطاقة مع بعض الأدوية، مما يزيد من خطر الآثار الجانبية. تعتبر هذه المشروبات ذات نسبة عالية من السكر، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
في سياق متصل، دعت وزارة الصحة إلى ضرورة توعية الجمهور بمخاطر الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة، خاصة بين الفئات العمرية الشابة. كما أكدت الوزارة على أهمية قراءة الملصقات الغذائية والالتزام بالجرعات الموصى بها من الكافيين. تعتبر التوعية الصحية جزءًا أساسيًا من الوقاية من الأمراض.
من المتوقع أن تقوم “بي إم جي تقارير الحالة” بنشر المزيد من الدراسات حول تأثير مشروبات الطاقة على الصحة في الأشهر القادمة. كما تخطط بعض المنظمات الصحية لإطلاق حملات توعية لزيادة الوعي بمخاطر هذه المشروبات. سيراقب الخبراء عن كثب التطورات في هذا المجال لتقديم توصيات مبنية على الأدلة.













