أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في تلقي رد من روسيا على مقترحات سلام جديدة، في خطوة قد تمثل تطوراً مهماً في مساعي إنهاء الحرب في أوكرانيا. تأتي هذه التطورات بعد محادثات مكثفة في ميامي جمعت مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين، مع نقل الولايات المتحدة لمقترحات السلام إلى الجانب الروسي.
وتشمل الخطة، التي تتكون من 20 بنداً، مقترحات حول تجميد خطوط القتال، مستقبل المناطق المتنازع عليها، والأمن النووي، بالإضافة إلى مناقشات حول إعادة الإعمار والضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا. تأتي هذه الجهود الدبلوماسية في ظل استمرار القتال وتصاعد التوترات بين الطرفين.
خطة السلام الجديدة: تفاصيل ومناقشات حول الحرب في أوكرانيا
أكد زيلينسكي أن المباحثات مع الولايات المتحدة لم تسفر عن اتفاق نهائي بشأن القضايا الأكثر تعقيداً، مثل وضع منطقة دونيتسك ومستقبل محطة زابوريجيا النووية. وصرح بأن هذه القضايا تتطلب نقاشاً مباشراً بين قادة الدول المعنية.
وتقترح مسودة الخطة تشغيل محطة زابوريجيا النووية بشكل مشترك بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، وهو ما اعتبره زيلينسكي “غير واقعي” ويتعارض مع مصالح أوكرانيا. تعتبر محطة زابوريجيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، نقطة خلاف رئيسية بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن.
تجميد الجبهات ومناطق منزوعة السلاح
تنص الخطة الأمريكية المقدمة إلى روسيا على تجميد خطوط القتال الحالية كخط تماس، مع إمكانية إنشاء مناطق منزوعة السلاح في المستقبل. يهدف هذا الإجراء إلى وقف إراقة الدماء وتهيئة الظروف لمفاوضات أوسع نطاقاً.
وستشكل مجموعة عمل لتحديد آليات إعادة انتشار القوات ووضع معايير للمناطق الاقتصادية الخاصة المحتملة. هذه المناطق قد تلعب دوراً في إعادة إعمار المناطق المتضررة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
الانتخابات والضمانات الأمنية
أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا ستجري انتخابات في أقرب وقت ممكن بعد توقيع اتفاق سلام. ويشكل هذا الإعلان خطوة مهمة نحو استعادة الديمقراطية وتعزيز الشرعية الداخلية.
وبالنسبة للضمانات الأمنية، أوضحت الخطة أن قرار انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) يظل خياراً يعود إلى دول الحلف الأعضاء. وقد تراجعت أوكرانيا عن تعديلات دستورية سابقة كانت تمنعها من الانضمام إلى الناتو، مما يعكس التزامها بالمسار الأوروبي الأطلسي.
محادثات ميامي والجهود الدبلوماسية المستمرة
أشاد كل من الوفدين الأوكراني والأمريكي بمحادثات ميامي، واصفين إياها بأنها “مثمرة وبناءة”. وقد أصدر المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وبياناً مشتركاً مع كبير المفاوضين الأوكرانيين، روستم أوميروف، يؤكد على أهمية التوصل إلى حلول شاملة لإنهاء الحرب.
وعقد ويتكوف أيضاً محادثات منفصلة مع المبعوث الروسي كيريل ديمترييف في ميامي. وأشار البيان المشترك إلى أن الأولوية المشتركة هي “وقف القتل، وضمان الأمن، وخلق ظروف تعزز تعافي أوكرانيا واستقرارها وازدهارها على المدى الطويل”.
في غضون ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن المحادثات مع الولايات المتحدة تشهد “تقدماً بطيئاً”، معرباً عن قلقه بشأن “محاولات شديدة الضرر” من جانب بعض الدول لعرقلة العملية الدبلوماسية. وأشاد ريابكوف بجهود الرئيس ترامب لإيجاد حلول مستدامة للنزاع.
وتشير التقارير إلى أن التفاهم الروسي الأمريكي حول أوكرانيا يثير قلق بعض العواصم الأوروبية، التي تخشى أن يؤدي ذلك إلى تقويض الأمن الإقليمي. ومع ذلك، أكد ريابكوف أن روسيا ستواصل العمل نحو التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، بغض النظر عن معارضة الآخرين.
الوضع الحالي يتطلب متابعة دقيقة لرد فعل روسيا على مقترحات السلام الجديدة. من المتوقع أن تتلقى كييف رد موسكو خلال الأيام القليلة القادمة، مما قد يحدد مسار المفاوضات المستقبلية. يبقى مستقبل الأزمة الأوكرانية غير مؤكد، ويتوقف على إرادة الأطراف المعنية في التوصل إلى حلول سياسية تضمن السلام والاستقرار في المنطقة.












