ارتفع سعر الذهب اليوم الثلاثاء إلى مستويات قياسية جديدة، مقترباً من حاجز 4500 دولار للأوقية، مدفوعاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بالإضافة إلى توقعات باستمرار التيسير النقدي من قبل البنوك المركزية العالمية. وقد سجلت الفضة أيضاً أعلى مستوياتها على الإطلاق، بينما شهد البلاتين والبلاديوم مكاسب ملحوظة. هذا الارتفاع يعكس تزايد الإقبال على المعادن الثمينة كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.
وفي المعاملات الفورية، زاد سعر الذهب بنسبة 1% ليصل إلى 4486.82 دولار للأوقية وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن سجل في وقت سابق من الجلسة مستوى قياسياً عند 4497.55 دولار. كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير/شباط المقبل بنسبة 1.11% لتصل إلى 4519.10 دولار للأوقية.
تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب
يعزو المحللون هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا بعد إعلان واشنطن “حصاراً” على ناقلات النفط الفنزويلية. هذا التطور أثار مخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة مثل الذهب. وبحسب تيم ووترر، كبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد”، فإن “التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا يبقي أعين المستثمرين على الذهب للتحوط من عدم اليقين”.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية مجدداً في دعم أسعار الذهب. فالذهب لا يدر عائداً، وبالتالي يصبح أكثر جاذبية عندما تنخفض عوائد الأصول الأخرى ذات الدخل الثابت.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى. فقد ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.66% لتصل إلى 69.54 دولار للأوقية، بعد أن سجلت مستوى قياسياً عند 69.98 دولار. وتفوق أداء الفضة على الذهب هذا العام، حيث تجاوزت مكاسبها 141%، وذلك بفضل نقص المعروض والطلب الصناعي المتزايد.
كما شهد البلاتين قفزة كبيرة في المعاملات الفورية بنسبة 2.6% ليصل إلى 2184.92 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له في أكثر من 17 عاماً. وزاد سعر البلاديوم بنسبة 2.5% ليصل إلى 1817.33 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له في حوالي 3 سنوات.
الذهب كمخزن للقيمة وتوقعات مستقبلية
يعتبر الذهب تقليدياً مخزناً للقيمة في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية. وقد شهدنا هذا العام زيادة في شراء الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية، مما يعكس رغبتها في تنويع احتياطياتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي.
ويرى الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات بشركة فورتريس للاستثمار، مصطفى فهمي، أن ارتفاعات الذهب والفضة هي “رد فعل طبيعي لما يحدث في الأسواق من حالة ضبابية وعدم وضوح للمستقبل”. وأضاف أن رفع البنك المركزي الياباني لمستويات الفائدة قد وجه رسالة إلى أسواق الدين بوجود تقلبات قادمة، مما زاد من الإقبال على المعادن الثمينة.
ويتوقع فهمي أن تشهد الفترة القادمة استمرار الزخم على المعادن والأصول، وأن نرى مستويات 5000 دولار للذهب خلال النصف الأول من عام 2026 بشكل أسرع مما كان متوقعاً.
فيما يلي نظرة عامة على أداء المعادن الثمينة:
- الذهب: ارتفع بنسبة 1% ليصل إلى 4486.82 دولار للأوقية.
- الفضة: ارتفعت بنسبة 0.66% لتصل إلى 69.54 دولار للأوقية.
- البلاتين: قفز بنسبة 2.6% ليصل إلى 2184.92 دولار للأوقية.
- البلاديوم: زاد بنسبة 2.5% ليصل إلى 1817.33 دولار للأوقية.
من المتوقع أن يستمر أداء الذهب في الاعتماد على التطورات الجيوسياسية والسياسات النقدية للبنوك المركزية. وينبغي على المستثمرين مراقبة هذه العوامل عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. كما أن اختيار الرئيس الجديد للبنك الفيدرالي الأمريكي في أوائل يناير القادم سيكون له تأثير كبير على الأسواق المالية، بما في ذلك أسعار الذهب.
المصدر: الجزيرة + رويترز + سي إن بي سي + مواقع إلكترونية













