أعلن نادي إيه سي ميلان الإيطالي عن توقيع عقد احترافي مع اللاعب الجزائري الشاب يانيس مسعودي، خطوة تؤكد الثقة في موهبته الصاعدة. هذا التطور يمثل علامة فارقة في مسيرة يانيس مسعودي، حيث يسعى النادي لدمج هذه المواهب الشابة في صفوفه بشكل تدريجي. ويأتي هذا القرار بعد فترة قصيرة من انضمام اللاعب إلى قطاع الناشئين في النادي، حيث أظهر إمكانات كبيرة.
وقع الحادث في ميلانو، إيطاليا، في 24 ديسمبر 2025. مسعودي، المولود عام 2009، انضم إلى ميلان قادماً من راسينغ كلوب دو فرانس الصيف الماضي، وسرعان ما لفت الأنظار بفضل أدائه القوي في مركز قلب الدفاع مع فرق الفئات السنية. هذا العقد الاحترافي يفتح له آفاقاً جديدة في مسيرته الكروية.
تطوير المواهب الشابة: مشروع “ميلان فوتورو” و مستقبل يانيس مسعودي
أكد ميلان في بيان رسمي أن مسعودي سينضم إلى مشروع “ميلان فوتورو”، وهو برنامج مخصص لتطوير المواهب الشابة وإعدادها للانتقال إلى الفريق الأول. يهدف هذا المشروع إلى توفير بيئة تدريبية وتعليمية متكاملة للاعبين الصغار، مما يساعدهم على صقل مهاراتهم وتحقيق أقصى إمكاناتهم. ويشمل البرنامج أيضاً الجوانب البدنية والنفسية والتكتيكية للعبة.
يعتبر هذا العقد الاحترافي الأول خطوة مهمة للاعب الجزائري، الذي سبق له تمثيل منتخب بلاده تحت 17 عاماً. هذا التمثيل الدولي يعكس الاهتمام المتزايد بالمواهب الجزائرية في أوروبا، ويؤكد على قدرة اللاعب على المنافسة على المستوى الدولي.
مسيرة اللاعبين الجزائريين في الدوري الإيطالي
لطالما شهد الدوري الإيطالي حضوراً للاعبين الجزائريين الموهوبين. فقد سبق لعدد من اللاعبين الجزائريين أن تركوا بصمة واضحة في الأندية الإيطالية، مثل سمير بلوفة الذي لعب في ميلان في أواخر التسعينيات. بالإضافة إلى ذلك، برز لاعبون مثل مراد مغني ومحمد فارس وعبد القادر غزال في أندية أخرى.
ومع ذلك، لم يقتصر الأمر على هؤلاء اللاعبين، بل شهدت الأندية الإيطالية أيضاً تألق لاعبين مثل جمال مصباح وإسماعيل بن ناصر، الذي لعب دوراً مهماً في ميلان قبل إعارته الحالية. هذا التاريخ يعزز من آمال مسعودي في النجاح في الدوري الإيطالي.
هذا التوقيع يتماشى مع استراتيجية ميلان في الاستثمار في المواهب الشابة، وهو ما يظهر جلياً في تعاقدات النادي الأخيرة. يرى المسؤولون في ميلان أن بناء فريق قوي يعتمد على وجود قاعدة صلبة من اللاعبين الشباب الموهوبين، القادرين على التطور والنمو مع مرور الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التوقيع يعكس أيضاً الاهتمام المتزايد بالأندية الأوروبية باللاعبين ذوي الأصول الجزائرية، الذين يتميزون بموهبة فطرية وقدرة على التكيف مع مختلف الظروف. هذا الاهتمام يفتح الباب أمام المزيد من اللاعبين الجزائريين لتحقيق أحلامهم في اللعب في أوروبا.
تحديات و فرص مستقبلية
على الرغم من التوقيع على العقد الاحترافي، لا يزال أمام يانيس مسعودي الكثير من العمل الشاق لتحقيق النجاح في ميلان. سيتطلب الأمر منه بذل قصارى جهده في التدريبات والمباريات، وإثبات جدارته بالحصول على فرصة اللعب مع الفريق الأول.
ومع ذلك، فإن الفرصة سانحة أمامه، خاصة وأن ميلان يمتلك تاريخاً طويلاً في تطوير المواهب الشابة. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود مدربين ومسؤولين مؤمنين بقدراته سيساعده على تجاوز التحديات وتحقيق أهدافه.
من المتوقع أن يواصل مسعودي التدريب مع فريق الشباب في ميلان خلال الأشهر القادمة، مع إمكانية انضمامه إلى التدريبات الجماعية للفريق الأول في أي وقت. سيتم تقييم أدائه بشكل مستمر من قبل الجهاز الفني، الذي سيحدد موعد انضمامه إلى الفريق الأول.
يبقى مستقبل يانيس مسعودي معلقاً على تطوره الفني والبدني، وقدرته على التكيف مع متطلبات اللعب في الدوري الإيطالي. سيكون من المثير للاهتمام متابعة مسيرته في ميلان، ومشاهدة كيف سيساهم في نجاح النادي في المستقبل. الخطوة التالية ستكون تحديد جدول تدريبي مكثف له، مع التركيز على تطوير نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف.













