أوقفت إصابة خطيرة مسيرة الملاكم الفلسطيني الشاب سميح سعود (18 عامًا)، وهو أحد أبرز المواهب الصاعدة في قطاع غزة، بعد إصابته بشظية في عينه خلال القصف الإسرائيلي. أدت الإصابة إلى تدهور حاد في قدرته البصرية، مما أجبره على التوقف عن التدريب، في ظل الظروف الصعبة ونقص الإمكانيات الطبية اللازمة للعلاج داخل القطاع. هذه الحادثة تلقي الضوء على تأثير الأزمة المستمرة على مستقبل الرياضيين الفلسطينيين.
سميح، المقيم في مخيم البريج وسط غزة، أوضح في حديثه أنه لم يحصل على علاج كافٍ لإصابته، واقتصر التدخل الطبي على محاولة إيقاف النزيف فقط بسبب نقص المعدات والتجهيزات. ونتيجة لذلك، تدهورت حالته الصحية ووصلت حدة الرؤية لديه إلى حوالي 20%، مما أثر بشكل كبير على حياته الرياضية والشخصية.
طريق الاحتراف في الملاكمة
قبل اندلاع الحرب، كان سميح سعود قد حقق تقدمًا ملحوظًا في مسيرته الرياضية، حيث فاز ببطولات محلية في فئتي الوزن 54 و57 كيلوغرامًا. وقد صُنف كواحد من أبرز لاعبي الملاكمة في قطاع غزة، مما جعله مرشحًا قويًا للمشاركة في البطولات الإقليمية والدولية.
شارك سميح في بطولة آسيوية أقيمت في الأردن، حيث حقق المركز الثالث، وهو إنجاز يعتبر خطوة أولى نحو تحقيق طموحاته في المنافسة على المستوى العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تم إدراجه رسميًا في قائمة المشاركين في بطولة دولية كان من المقرر إقامتها في كازاخستان، مما يعكس الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها.
ومع ذلك، غيّر العدوان الإسرائيلي مسار حياته بشكل جذري. اضطر سميح وعائلته إلى النزوح من منازلهم واللجوء إلى مخيم النصيرات، حيث أقاموا في إحدى مدارس الإيواء. خلال هذه الفترة، تعرض سميح للإصابة بشظية استقرت في عينه، مما أدى إلى تدهور حاد في قدرته البصرية.
ورغم نقله إلى المستشفى، إلا أن نقص الإمكانيات الطبية اللازمة حال دون إجراء التدخل الجراحي الفوري الذي كان يمكن أن يحد من تداعيات الإصابة. هذا النقص في الرعاية الصحية يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الصحي في غزة.
تأثير الحرب على مستقبل الرياضيين
تأتي إصابة سميح في سياق أوسع لتأثير الحرب على مستقبل الرياضيين الفلسطينيين. فالعديد منهم يواجهون صعوبات مماثلة في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الرياضية وتعطيل التدريبات والمنافسات. هذه الظروف الصعبة تهدد بتقويض الجهود المبذولة لتطوير الحركة الرياضية في فلسطين.
اليوم، تحول تركيز سميح من المنافسة الدولية إلى أولوية واحدة وهي العلاج. “أمنيتي الوحيدة الآن هي العلاج خارج قطاع غزة، لأستعيد صحتي وأعود إلى طريقي الرياضي والدراسي”، هذا ما عبر عنه الملاكم الشاب.
ووجه سميح نداءً عاجلاً إلى الجهات الرياضية واللجنة الأولمبية والمؤسسات الداعمة للرياضة الفلسطينية، مطالبًا بالتدخل الفوري لمساعدته على استكمال علاجه في الخارج. وأكد سميح على تمسكه بحلمه في العودة إلى الحلبة ورفع علم فلسطين في المحافل الدولية، رغم التحديات والصعوبات التي يواجهها.
من المتوقع أن تستمر الجهود لتقديم الدعم الطبي والمالي لسميح سعود، بهدف تمكينه من استعادة بصره ومواصلة مسيرته الرياضية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد على تحسن الأوضاع الإنسانية والأمنية في قطاع غزة، وتوفير الإمكانات اللازمة لتلقي العلاج المناسب. يبقى مستقبل سميح معلقًا، ويراقب الجميع عن كثب التطورات المتعلقة بحالته الصحية ومسيرته الرياضية.













