وافقت شركة إنفيديا على الاستحواذ على أصول شركة غروك Groq، المتخصصة في تصميم رقائق تسريع الذكاء الاصطناعي عالية الأداء، في صفقة نقدية قيمتها 20 مليار دولار. يأتي هذا الاستحواذ في ظل سباق محموم بين شركات التكنولوجيا لتطوير وتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعتبر رقائق الذكاء الاصطناعي مكونًا أساسيًا في هذا التطور. وقد أعلنت الشركتان عن هذا الاتفاق يوم الخميس، مما يمثل أكبر صفقة استحواذ في تاريخ إنفيديا.
أكد أليكس ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة ديستربتيف، التي قادت جولة التمويل الأخيرة لغروك في سبتمبر/أيلول، أن الصفقة تمت بسرعة. وكانت غروك قد جمعت 750 مليون دولار بتقييم بلغ حوالي 6.9 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر فقط، بمشاركة مستثمرين كبار مثل بلاك روك ونيوبرغر بيرمان، بالإضافة إلى شركات مثل سامسونغ وسيسكو وألتيميتر.
توسيع قدرات إنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي
تهدف هذه الخطوة إلى توسيع قدرات إنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بتسريع عمليات الاستدلال في نماذج اللغة الكبيرة. وستدمج إنفيديا معالجات غروك منخفضة زمن الاستجابة في بنية مصنع الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مما يعزز المنصة لتلبية احتياجات أوسع من التطبيقات وأعباء العمل الفورية.
وفي رسالة بريد إلكتروني موجهة للموظفين، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، أن الشركة لن تستحوذ على غروك كشركة كاملة، بل ستقوم بترخيص الملكية الفكرية الخاصة بها وإضافة موظفيها الموهوبين إلى فريقها. وأضاف هوانغ أن غروك كلاود GroqCloud ستواصل العمل دون انقطاع.
أهمية الصفقة في سوق الرقائق
تعتبر هذه الصفقة الأكبر من نوعها لشركة إنفيديا، متجاوزةً عملية الاستحواذ على شركة ميلانوكس في عام 2019 بقيمة تقارب 7 مليارات دولار. وتأتي في وقت تشهد فيه الشركة سيولة نقدية كبيرة، حيث بلغت قيمة السيولة النقدية والاستثمارات قصيرة الأجل 60.6 مليار دولار في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بـ 13.3 مليار دولار في أوائل عام 2023.
تأسست غروك عام 2016 على يد مجموعة من المهندسين السابقين، بمن فيهم جوناثان روس، أحد مطوري وحدة معالجة الموترات (TPU) في شركة غوغل. وتشتهر غروك بتطويرها رقائق متخصصة في تسريع عمليات الاستدلال، وهي مرحلة حاسمة في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي بعد التدريب.
لم تكن غروك تسعى للبيع عندما تواصلت معها إنفيديا، وفقًا لتصريحات ديفيس. ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على تسريع الذكاء الاصطناعي والقدرات الفريدة التي تقدمها غروك جعلتها هدفًا جذابًا لشركة إنفيديا.
تستهدف غروك تحقيق إيرادات بقيمة 500 مليون دولار هذا العام، مما يعكس النمو القوي في الطلب على حلول الذكاء الاصطناعي. وتشير التقارير إلى أن شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى، مثل ميتا وغوغل ومايكروسوفت، قد كثفت استثماراتها في هذا المجال خلال العامين الماضيين، من خلال اتفاقيات ترخيص وشراكات مختلفة.
تأتي هذه الصفقة في سياق أوسع من الاستثمارات المتزايدة في مجال أشباه الموصلات، حيث تسعى الشركات إلى تأمين إمدادات كافية من الرقائق لتلبية الطلب المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات المتقدمة.
من المتوقع أن تساهم هذه الصفقة في تعزيز مكانة إنفيديا كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق حلولها لتشمل مجموعة أوسع من العملاء والتطبيقات. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستتكامل تقنية غروك مع البنية التحتية الحالية لشركة إنفيديا، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في استراتيجية الشركة.
سيراقب المحللون عن كثب عملية التكامل، وتأثيرها على المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، والخطوات التالية التي ستتخذها إنفيديا لتعزيز مكانتها في هذا المجال الحيوي. من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول الصفقة خلال الأشهر القادمة.













