أكد قيادي في حركة حماس، تيسير سليمان، أن الحركة نجحت في الحفاظ على بنيتها الأمنية ومنعت الاحتلال الإسرائيلي من اختراقها، على الرغم من الحصار المستمر ومحاولات التجسس المتواصلة. يأتي هذا التصريح في أعقاب تقارير إسرائيلية تعترف بفشل أجهزتها الاستخباراتية في الحصول على معلومات مسبقة حول عملية طوفان الأقصى، مما يسلط الضوء على فعالية الإجراءات الأمنية لحماس في مواجهة التهديدات. ويعتبر اختراق حماس هدفًا رئيسيًا للاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات.
وأوضح سليمان في مقابلة مع الجزيرة مباشر أن حماس لا تعتمد على المعلومات التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل تتعامل مع الأمن كصراع طويل الأمد. وأشار إلى أن الاحتلال يستخدم أساليب متنوعة، بما في ذلك المال والابتزاز والمخدرات والضغط الأمني، في محاولاته لاختراق المجتمع الفلسطيني.
إحباط محاولات اختراق نوعية
وأفاد سليمان بأن الحركة تمتلك أجهزة أمنية داخلية متخصصة تعمل على مكافحة التجسس، وأن جميع كوادرها على دراية بأساليب الاحتلال. وأضاف أن هذا الوعي تطور عبر سنوات من العمل التنظيمي، سواء داخل السجون أو خارجها. وأكد أن حماس نجحت في إحباط محاولات اختراق أمني “نوعية” وكشفت عن شبكات تجسس إسرائيلية في الماضي.
وأضاف أن الحركة تعتبر التصدي لمحاولات الاختراق جزءًا أساسيًا من مقاومتها، وأن التجربة الأمنية المتراكمة ساهمت في تعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات. ووفقًا لسليمان، فإن الاحتلال سيواصل محاولاته لاختراق فصائل المقاومة، لكن حماس ستظل ملتزمة بإفشال هذه المخططات.
تحديات أمنية مستمرة
يواجه قطاع غزة تحديات أمنية كبيرة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر والظروف المعيشية الصعبة. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن حماس تمكنت من تطوير قدرات أمنية قوية، مما يجعل من الصعب على الاحتلال الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة. وتشمل هذه القدرات شبكات مراقبة فعالة، وتدريب مكثف للكوادر الأمنية، واستخدام تقنيات متطورة لمكافحة التجسس.
اعتراف إسرائيلي بالفشل الاستخباراتي
في سياق متصل، اعترفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بفشل أجهزة المخابرات في اختراق قيادة حماس، مشيرة إلى أن هذا الإخفاق ساهم في عدم وجود إنذار مسبق بشأن عملية طوفان الأقصى. ويعتبر هذا الاعتراف بمثابة إقرار رسمي بصعوبة الحصول على معلومات موثوقة حول حماس، مما يثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية في غزة. وتشير التحليلات إلى أن هذا الفشل يعود إلى عدة عوامل، بما في ذلك البنية الأمنية القوية لحماس، والوعي الأمني العالي لدى كوادرها، والقدرة على التكيف مع التهديدات المتغيرة.
وتشير بعض المصادر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يركز حاليًا على تطوير أساليب جديدة لاختراق حماس، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا المتقدمة والاعتماد على مصادر معلومات سرية. إلا أن حماس تؤكد أنها مستعدة لمواجهة هذه التحديات، وأنها ستواصل تعزيز قدراتها الأمنية لحماية نفسها ومقاومة الاحتلال. وتعتبر قضية الأمن الداخلي لحماس ذات أهمية قصوى في ظل استمرار الصراع مع إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المحللون السياسيون والعسكريون التطورات الأمنية في غزة عن كثب، خشية من تصعيد جديد في الصراع. وتشير التقديرات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد يلجأ إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق في محاولة لفرض سيطرته على القطاع، وهو ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني والأمني. وتعتبر مساعي تعزيز الأمن في غزة ضرورية لتحقيق الاستقرار ومنع المزيد من التصعيد.
من المتوقع أن يستمر الاحتلال الإسرائيلي في جهوده لاختراق حماس، في حين ستواصل الحركة تعزيز قدراتها الأمنية. ويبقى الوضع في غزة هشًا وغير مستقر، ويتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً لإنهاء الحصار وتحقيق تسوية عادلة وشاملة. وستظل التطورات الأمنية في غزة محور اهتمام كبير في الأشهر المقبلة، خاصةً مع استمرار التوترات الإقليمية.













