رحيل بريجيت باردو: فرنسا تودع أسطورة السينما والدفاع عن حقوق الحيوان
في لحظة حزن عميق، أعلنت مؤسسة بريجيت باردو عن وفاة النجمة الفرنسية الشهيرة، بريجيت باردو، عن عمر يناهز 91 عامًا. يُعدّ رحيل باردو خسارة كبيرة للسينما الفرنسية وللعالم، حيث كانت بريجيت باردو رمزًا للجمال والحرية، وناشطة بارزة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات. وقد أثر خبر وفاتها في الأوساط الفنية والثقافية والإنسانية على نطاق واسع.
أعلنت المؤسسة، التي ترأسها باردو، عن وفاتها في بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، دون الكشف عن تفاصيل مكان أو زمان الوفاة. ركز البيان على مسيرة باردو الفنية التي تخلت عنها في ذروتها لتكرس حياتها لقضية الحيوانات، مؤكدةً على إرثها كداعية ومناصرة للحقوق الحيوانية.
مسيرة فنية أيقونية
بدأت مسيرة بريجيت باردو الفنية في منتصف الخمسينيات، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز نجمات السينما الفرنسية. اشتهرت بأدوارها الجريئة والمثيرة للجدل، والتي ساهمت في تغيير الصورة النمطية للمرأة في السينما.
قدمت باردو ما يقرب من 50 فيلمًا خلال مسيرتها، تعاونت فيها مع كبار المخرجين مثل روجيه فاديم ولوسيان فيسكونتي وجان لوك جودار. من أبرز أفلامها “Et Dieu Créa la Femme” (وخلق الله المرأة) عام 1956، والذي أطلقها نحو الشهرة العالمية، و”Le Mépris” (الازدراء) عام 1963.
التحول إلى ناشطة حقوق الحيوان
في بداية السبعينيات، اتخذت باردو قرارًا مفاجئًا بالاعتزال النهائي للتمثيل، وهي في قمة نجاحها. وقد صدم هذا القرار جمهورها ومحبيها، لكنه كان يعكس رغبتها في التركيز على قضية أخرى تهتم بها بشدة، وهي حقوق الحيوانات.
أسست باردو مؤسسة تحمل اسمها، وتكرس جهودها للدفاع عن الحيوانات ومحاربة القسوة ضدهم. أصبحت باردو شخصية مثيرة للجدل بسبب مواقفها المتطرفة في بعض الأحيان، ودعواتها إلى مقاطعة المنتجات الحيوانية.
ردود الفعل الرسمية والشعبية
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حزنه العميق لرحيل بريجيت باردو، واصفًا إياها بـ “الأسطورة” التي “جسدت حياة الحرية”. وكتب ماكرون على منصة “إكس” أن باردو كانت “شخصية فرنسية استثنائية ذات تأثير عالمي”.
كما قدمت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي إشادة بباردو، واصفة إياها بـ “أيقونة بين الأيقونات، حرة وفرنسية بامتياز”. وأكدت بلدية سان تروبيه، المدينة التي استقرت فيها باردو لسنوات طويلة، أن اسمها سيظل محفورًا في ذاكرة المدينة.
مواقف مثيرة للجدل وإرث معقد
لم تخلُ مسيرة بريجيت باردو من الجدل، حيث أثارت تصريحاتها الحادة في سنواتها الأخيرة انتقادات واسعة. تعرضت لانتقادات بسبب مواقفها من قضايا الهجرة والسياسة، وأُدينت قضائيًا في بعض الحالات بتهم تتعلق بالتحريض على الكراهية.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثيرها الكبير على الثقافة الفرنسية والعالمية. لقد كانت رمزًا للتحرر والتمرد، وكسرت العديد من القيود الاجتماعية والأخلاقية.
ماذا بعد رحيل الأسطورة؟
من المتوقع أن تستمر مؤسسة بريجيت باردو في عملها في مجال الدفاع عن حقوق الحيوانات، وأن تحافظ على إرثها كرمز للحرية والنضال الإنساني. وسيظل اسم بريجيت باردو محفورًا في ذاكرة السينما الفرنسية والعالمية، كواحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في القرن العشرين. من المرجح أن تشهد الأيام القادمة المزيد من الإشادات والتحليلات لمسيرتها الفنية والشخصية، مع التركيز على تأثيرها الدائم على الثقافة والمجتمع.













