اعترفت لجنة الحكام في إسبانيا رسميًا بـ10 أخطاء تحكيمية من أصل 51 لقطة تمت مراجعتها باستخدام تقنية الإعادة الزمنية والكاميرات، وذلك ضمن نظام “وقت المراجعة” الجديد الذي يهدف إلى تعزيز الشفافية والدقة في التحكيم الإسباني. يهدف هذا النظام الصوتي والبصري، الذي أطلقه الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم هذا الموسم، إلى تحليل اللقطات المثيرة للجدل في دوريات الدرجة الأولى والثانية ودوري السيدات وتقديم توجيهات للحكام.
وتأتي هذه الخطوة في ظل جدل متزايد حول قرارات الحكام وتأثيرها على نتائج المباريات. وتشير صحيفة “ماركا” إلى أن العدد الفعلي للحالات التي تدخل فيها حكم الفيديو المساعد (VAR) أو لم يتدخل فيها قد يكون ضعف العدد المعلن، حيث أن الأرقام الحالية تغطي فقط الحالات التي اختارتها اللجنة الاستشارية خلال النصف الأول من الموسم.
أتلتيكو مدريد المستفيد الأكبر من قرارات التحكيم
أظهرت مراجعة القرارات أن أتلتيكو مدريد كان المستفيد الأكبر من الأخطاء التي تم الاعتراف بها. وتشمل هذه الأخطاء احتساب تسلل خاطئ ضد جوليانو سيميوني أمام ألافيس، وعدم طرد كوكي لاعب أتلتيكو مدريد بعد إمساكه برقبة حارس مرمى رايو فاليكانو، وهي مخالفة تستوجب البطاقة الحمراء وفقًا للجنة الفنية للحكام.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت مباراة برشلونة ضد رايو فاليكانو جدلاً تحكيميًا بسبب احتساب ركلة جزاء لصالح برشلونة في وقت تعطلت فيه تقنية الفيديو المساعد، مما أثار تساؤلات حول مدى صحة القرار.
أخطاء تقنية الفيديو المساعد (VAR)
وكشفت التحقيقات عن حالات تدخلت فيها تقنية الفيديو المساعد بشكل خاطئ، مثل مباراتي إلتشي ضد أتلتيك بلباو وفالنسيا ضد فياريال، على الرغم من أن الحكم لم يغير قراره في هذه الحالات. في المقابل، كانت هناك حالات أخرى لم تتدخل فيها تقنية الفيديو المساعد بشكل صحيح، ولكن الحكم اتخذ القرار الصحيح بناءً على تقديره.
وتشير البيانات إلى أن تقنية الفيديو المساعد ساهمت في تصحيح بعض الأخطاء ضد ريال مدريد، مثل لمسة يد إريك غارسيا في ملعب سانتياغو برنابيو، بينما سمحت باستمرار اللعب في حالات أخرى كانت محل جدل.
ريال مدريد ورايو فاليكانو الأكثر تضررًا من قرارات التحكيم
بينما استفاد أتلتيكو مدريد من بعض القرارات، أظهرت المراجعة أن ريال مدريد ورايو فاليكانو هما الأكثر تضررًا من الأخطاء التحكيمية. وتشمل هذه الأخطاء طرد دين هويسن لاعب ريال مدريد بشكل غير عادل في مباراة ضد ريال سوسيداد، بالإضافة إلى قرارات أخرى أثرت سلبًا على نتائج الفريقين.
وتواجه الأندية صعوبات في التعامل مع هذه القرارات المثيرة للجدل، مما يؤثر على معنويات اللاعبين والمدربين والجماهير. وتسعى لجنة الحكام إلى تحسين الشفافية والتواصل مع الأندية والجماهير لشرح القرارات وتوضيح أسبابها.
تأثير النظام الجديد على مستقبل التحكيم
يعتبر نظام “وقت المراجعة” خطوة مهمة نحو تحسين مستوى التحكيم في إسبانيا وزيادة الثقة في القرارات التحكيمية. يهدف هذا النظام إلى توفير فهم أفضل لعملية اتخاذ القرارات من قبل الحكام وحكام الفيديو المساعد، وتقليل الأخطاء التي قد تؤثر على نتائج المباريات.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا النظام في تعزيز الشفافية والمساءلة في عملية التحكيم، مما يساعد على بناء علاقة أفضل بين الحكام والأندية والجماهير. ويعتبر هذا النظام نموذجًا يحتذى به في الدوريات الأخرى التي تسعى إلى تحسين مستوى التحكيم.
من المتوقع أن تستمر لجنة الحكام في مراجعة القرارات التحكيمية وتقديم التوجيهات للحكام، مع التركيز على تحسين الأداء وتقليل الأخطاء. وستقوم اللجنة أيضًا بتقييم فعالية نظام “وقت المراجعة” وإجراء التعديلات اللازمة لتحسينه. وستصدر اللجنة تقريرًا شاملاً في نهاية الموسم يتضمن تحليلًا مفصلاً لجميع القرارات التحكيمية والتوصيات الخاصة بتحسين الأداء في المستقبل. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا النظام سيؤدي إلى تقليل الجدل حول قرارات الحكام وتحسين مستوى العدالة التحكيمية في الدوري الإسباني.













