استقبلت جمعية الهلال الأحمر الكويتية أمس وفداً رفيع المستوى من صندوق تمكين القدس، في إطار جهود الدعم الإنساني المستمرة للشعب الفلسطيني. يأتي هذا اللقاء بالتزامن مع استمرار حملة “فزعة لغزة” التي أطلقتها الجمعية، والتي تهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان قطاع غزة. وتعد هذه الزيارة تأكيداً على الدور الكويتي المحوري في تقديم الدعم الإنساني للقضية الفلسطينية.
ضم الوفد نائب رئيس مجلس أمناء صندوق تمكين القدس، منيب المصري، ورئيس جامعة القدس، عماد أبوكشك، ومدير الصندوق، طاهر الديسي. وقد ناقش اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك لتوسيع نطاق المساعدات المقدمة للفلسطينيين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة. وتأتي هذه المبادرة في وقت يواجه فيه القطاع تحديات إنسانية متزايدة.
المساعدات الإنسانية لغزة: جهود كويتية مستمرة
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتية أنها قدمت حتى الآن 400 طن من المساعدات الغذائية للشعب الفلسطيني، ضمن حملة “فزعة لغزة”. وقد تم إرسال هذه المساعدات عبر 19 رحلة جوية، كجزء من الجسر الجوي الكويتي المخصص لقطاع غزة. وتشمل هذه المساعدات مواد غذائية أساسية، ومستلزمات طبية، وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
الجسر الجوي الكويتي وتأثيره
يُعد الجسر الجوي الكويتي لغزة مبادرة هامة تعكس التزام دولة الكويت بتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني. وقد أشاد المسؤولون الكويتيون بالجهود المبذولة لتسيير هذه الرحلات، مؤكدين على أهمية استمرارها لتلبية احتياجات السكان المتزايدة. وتعتبر هذه المبادرة جزءاً من سلسلة من المبادرات الكويتية الداعمة للقضية الفلسطينية.
أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر، خالد المغامس، أن هذه المساعدات تجسد النهج الإنساني الراسخ لدولة الكويت، قيادة وحكومة وشعباً، في مساندة الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته. وأضاف أن الكويت حريصة على تقديم كافة أشكال الدعم الإنساني للفلسطينيين، بما في ذلك المساعدات الغذائية والطبية والتعليمية. وتعتبر الكويت من أبرز الدول المانحة للفلسطينيين على مستوى العالم.
صندوق تمكين القدس، من جانبه، يركز على دعم المشاريع التنموية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. ويهدف الصندوق إلى تعزيز صمود الفلسطينيين في وجه التحديات، وتحسين مستوى معيشتهم. ويعمل الصندوق بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدولية والمحلية لتحقيق أهدافه. وتشمل مشاريع الصندوق مجالات التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية.
تأتي هذه الجهود في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء. وتشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر. وتفاقمت هذه الأوضاع بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع، والنزاعات المتكررة.
الوضع في غزة يتطلب تضافر الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، والعمل على إيجاد حلول مستدامة للأزمة الإنسانية. وتدعو العديد من المنظمات الدولية إلى رفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود. كما تشدد هذه المنظمات على أهمية احترام حقوق الإنسان، وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.
بالإضافة إلى المساعدات الغذائية، تعمل جمعية الهلال الأحمر الكويتية على تقديم الدعم الطبي للفلسطينيين في غزة. وتشمل هذه المساعدات توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإرسال الفرق الطبية المتخصصة لتقديم الرعاية الصحية للمرضى والجرحى. وتعتبر الرعاية الصحية من أهم الاحتياجات الملحة في قطاع غزة.
من المتوقع أن تستمر جمعية الهلال الأحمر الكويتية في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، في إطار حملة “فزعة لغزة”. وتدرس الجمعية حالياً إمكانية زيادة حجم المساعدات المقدمة، وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الفئات المحتاجة. ومع ذلك، فإن استمرار هذه المساعدات يعتمد على توفر التمويل اللازم، والتنسيق مع الجهات المعنية.
في الختام، تظل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة محل قلق بالغ، وتتطلب استمرار الدعم الإنساني من المجتمع الدولي. وستراقب جمعية الهلال الأحمر الكويتية عن كثب التطورات على الأرض، وتقيّم الاحتياجات المتزايدة، وتعمل على تقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. ومن المقرر أن تعقد الجمعية اجتماعاً الأسبوع المقبل لمناقشة الخطوات التالية في حملة “فزعة لغزة” وتحديد الأولويات المستقبلية.











