بقلم: يورونيوز
نشرت في
شهدت العاصمة الإستونية تالين تساقطاً كثيفاً للثلوج، مع اقتراب نهاية العام، بالتزامن مع عواصف ثلجية قوية اجتاحت منطقة بحر البلطيق بأكملها. وتسببت العواصف الثلجية في تعطيل حركة المرور وتأخير الرحلات الجوية، بينما حذرت السلطات السكان من مخاطر الظروف الجوية القاسية. وتأتي هذه الأحوال الجوية في وقت تشهد فيه دول شمال أوروبا انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة.
أفادت مديرية الأرصاد الجوية الإستونية بتساقط كميات كبيرة من الثلوج في مناطق مختلفة من البلاد، مع توقعات باستمرار هذه الحالة الجوية حتى مساء اليوم وخلال الليل. وبلغت سرعة الرياح على السواحل حوالي 25 متراً في الثانية، ما يعادل 56 ميلاً في الساعة، مما أدى إلى صعوبة كبيرة في حركة الملاحة البحرية.
تأثير العواصف الثلجية على الحياة اليومية في إستونيا
أصدرت إدارة النقل الإستونية تحذيراً عاجلاً للسائقين، داعيةً إياهم إلى توخي أقصى درجات الحذر بسبب تراكم الثلوج وانزلاق الطرق. كما نصحت بتأجيل السفر غير الضروري، خاصةً في المناطق الريفية والنائية. وقد أدى انخفاض الرؤية إلى إغلاق بعض الطرق الرئيسية بشكل مؤقت.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت العواصف الثلجية على حركة النقل العام، حيث شهدت العديد من الحافلات والقطارات تأخيرات كبيرة في مواعيدها. وقامت شركات الطيران بإلغاء أو تأجيل بعض الرحلات الجوية من وإلى مطار تالين الدولي، وذلك لضمان سلامة المسافرين.
تأثيرات على البنية التحتية
أفادت تقارير أولية بوقوع بعض الأعطال في شبكات الكهرباء بسبب تراكم الثلوج على الأسلاك والكابلات. وتعمل فرق الصيانة على مدار الساعة لإصلاح الأعطال وإعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المتضررة. كما تواجه البلديات صعوبات في إزالة الثلوج من الشوارع والأرصفة، بسبب الكميات الكبيرة المتساقطة.
ومع ذلك، لم يخلُ الوضع من جوانب إيجابية. فقد عبر بعض السياح عن سعادتهم بالأجواء الشتوية الخلابة. وقال ييرون لاندمان، سائح هولندي، “الطقس جميل، وهذا ما كنت أتوقعه في ليلة رأس السنة”. ورأت جانيت فيليبس، زائرة من إنكلترا، أن المشهد “جميل وأبيض، وهو أفضل بكثير من المطر”.
تعتبر الأحوال الجوية السيئة شائعة في منطقة بحر البلطيق خلال فصل الشتاء، ولكن شدة العاصفة الحالية أثارت قلق السلطات. وتشير التوقعات إلى أن هذه العاصفة قد تكون الأقوى منذ عدة سنوات.
الاستعدادات والتحذيرات الرسمية
أعلنت الحكومة الإستونية حالة التأهب القصوى، ودعت جميع الجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع تداعيات العواصف الثلجية. وقامت فرق الإنقاذ بتجهيز المعدات اللازمة لتقديم المساعدة للمحتاجين، وتوفير المأوى للمشردين.
كما أصدرت وزارة الداخلية تحذيراً للمواطنين، مطالبةً إياهم بالبقاء في منازلهم قدر الإمكان، وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى. ونصحت بتخزين المواد الغذائية والمياه، والتأكد من وجود مصادر بديلة للتدفئة والإضاءة.
بالإضافة إلى ذلك، قامت السلطات بتفعيل خطط الطوارئ، وتوزيع فرق الصيانة على المناطق الأكثر تضرراً. وتعمل فرق الطوارئ على إزالة الثلوج من الطرق الرئيسية، وفتح الممرات المؤدية إلى المستشفيات والمراكز الحيوية.
الطقس المتجمد وارتفاع منسوب الثلوج يمثلان تحدياً كبيراً للبنية التحتية في إستونيا، حيث يمكن أن يؤديا إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل حركة المرور. وتعتمد البلاد بشكل كبير على شبكات النقل والطاقة لضمان استمرار الحياة اليومية.
في المقابل، تشهد مناطق أخرى من أوروبا، مثل جنوب القارة، ظروفاً جوية معتدلة نسبياً. ويعزى هذا التباين في الأحوال الجوية إلى تأثير التيارات الهوائية وأنظمة الضغط الجوي المختلفة.
من المتوقع أن تستمر الأحوال الجوية السيئة في إستونيا حتى مطلع الأسبوع القادم. وستراقب السلطات الوضع عن كثب، وتقيّم الأضرار الناجمة عن العاصفة. وسيتم اتخاذ القرارات اللازمة بناءً على التطورات الجوية، بما في ذلك إمكانية إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق. وستصدر مديرية الأرصاد الجوية تحديثات منتظمة حول حالة الطقس، وستنصح المواطنين باتخاذ الاحتياطات اللازمة.












