تتجه الأنظار باستمرار نحو الداخل السوري، حيث تتسارع وتيرة التغيرات السياسية والإنسانية، مما يجعل متابعة اخبار سوريا أمرًا بالغ الأهمية لفهم المشهد الإقليمي والدولي. وفي ظل هذه الديناميكيات المتجددة، تبرز اخر اخبار سوريا التي تكشف عن تحولات قد تحمل في طياتها ملامح مستقبل البلاد. فما الذي يحدث في سوريا الآن على الصعيدين السياسي والإنساني؟
تُقدم “الشرق” تغطية شاملة لـأخبار اليوم العربية والعالمية، مع تركيز خاص على أحدث المستجدات في أخبار السياسة اليوم. تتابع المنصة عن كثب أبرز التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة والعالم، مقدمةً تحليلات معمقة وتقارير ميدانية تسلط الضوء على القضايا المحورية التي تشغل الرأي العام وتؤثر في مسار الأحداث.
تطورات سياسية لافتة
مؤخراً، شهدت الساحة السياسية السورية تطورات لافتة، أبرزها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 30 يونيو 2025 بتوقيع أمر تنفيذي ينهي العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وهو ما وصفته دمشق بأنه “يفتح الأبواب لإعادة الإعمار”. سبقه قرار الرئيس السوري أحمد الشرع في 22 يونيو 2025 بزيادة رواتب العاملين في القطاع العام المدني والعسكري بنسبة 200%. وفي نفس اليوم، أعلنت سويسرا عن رفع مجموعة من العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، بما في ذلك تلك المفروضة على المصرف المركزي. هذه التحركات تشير إلى تحولات محتملة في العلاقات الدولية والاقتصاد السوري. وعلى الصعيد الأمني الداخلي، شهدت سوريا عملية اعتقال وائل الأسد، ابن عم الرئيس السابق بشار الأسد، في 21 يونيو 2025 على يد قوات الأمن السورية.
تحديات إنسانية مستمرة
على الصعيد الإنساني، لا تزال التحديات قائمة. ففي 22 يونيو 2025، وقع هجوم انتحاري في كنيسة مار إلياس بدوّيلا شرقي دمشق، أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى، وقد أفادت وزارة الداخلية السورية أن منفذ الهجوم تابع لتنظيم داعش. كما تتزايد المخاوف بشأن ظاهرة بيع الآثار السورية عبر الإنترنت، مع تزايد التقارير عن عمليات تنقيب وسرقة تستهدف العديد من القطع الأثرية والمواقع الأثرية في مختلف أنحاء سوريا. هذه الأحداث تسلط الضوء على الوضع الإنساني والأمني المعقد الذي لا يزال يؤثر على حياة السوريين.
الوضع الاقتصادي: تحديات خانقة وبوادر تحسّن
يشهد الاقتصاد السوري محاولات حثيثة للخروج من حالة الانهيار التي مرّ بها خلال سنوات الحرب. وتعمل الحكومة الانتقالية على إعادة تفعيل القطاعات الحيوية مثل الزراعة والتجارة الداخلية بدعم من دول صديقة، لا سيما عبر مشاريع صغيرة تستهدف العائدين من اللجوء. ورغم هذه الجهود، لا تزال الليرة السورية في حالة ضعف أمام العملات الأجنبية، مما يفرض ضغوطًا معيشية على المواطن السوري. وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن الوضع الاقتصادي يُعد من أكبر التحديات أمام الاستقرار المستدام.
قطاع التعليم في مرحلة ما بعد الحرب
التعليم في سوريا عانى كثيرًا خلال سنوات الصراع، حيث دُمّرت آلاف المدارس وتوقفت برامج التعليم الأساسية. ومع بداية 2025، بدأت وزارة التربية بالتعاون مع اليونيسف بإعادة تأهيل المدارس في المدن الكبرى كدمشق وحمص. كما أُطلقت مبادرات تعليمية لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب العائدين من مناطق النزاع. هذا التحسّن التدريجي يُعد خطوة مهمة لإعادة بناء المجتمع وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
التحديات الأمنية في مناطق الشمال
رغم انخفاض مستوى العمليات العسكرية، تبقى بعض المناطق الشمالية مثل إدلب وشرق حلب بؤرًا ساخنة بسبب وجود جماعات مسلحة متعددة الولاءات. وقد حذّرت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة من استمرار الانتهاكات ضد المدنيين وضرورة إنهاء العنف الطائفي ضد العلويين والأقليات. كما تُطالب منظمات دولية بضرورة تأمين هذه المناطق قبل التفكير في عودة آمنة للنازحين.
الموقف الإقليمي والدولي من الحكومة الجديدة
تلقت الحكومة السورية الجديدة دعمًا حذرًا من المجتمع الدولي، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، بينما أبدت روسيا وإيران نوعًا من الحذر تجاه التحول في القيادة السياسية. وفي المقابل، دعت الولايات المتحدة إلى “انفتاح سياسي شامل” يشمل كل الأطياف السياسية السورية، وفقًا لتصريحات رسمية نقلتها رويترز. وفي ضوء هذه المواقف، يبقى مستقبل سوريا مرتبطًا بمدى نجاح هذه الحكومة في تجاوز مرحلة ما بعد الأسد بسلام وعدالة شاملة.