وصف أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد قصر القشلة التاريخي الأثري الذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – قبل قرابة ثمانية عقود في منطقة حائل المركزية بأكبر قصور العالم التاريخية والأثرية من حيث المساحة. وقال أثناء افتتاحه تطوير مشروع قصر القشلة التاريخي اليوم بعد انتهاء أعمال التطوير التي قامت بها هيئة التراث بتمويل من برنامج جودة الحياة، بحضور نائبه فيصل بن فهد بن مقرن إن هذا القصر الأثري يحق أن نفتخر به سعودياً وعربياً وإسلامياً. وأضاف: من هنا خرجت السرايا في سبيل توحيد البلاد تحت راية التوحيد بقيادة الملك الموحد عبدالعزيز الذي صنع معجزة التاريخ الحديث وجمع الشتات والقلوب تحت راية التوحيد، وثبّت أركان وحدود دولتنا العزيزة. وأكد أن كل غرفة في هذا القصر تمثل ورقة من كتاب تاريخ حافل في تاريخ بلدنا وتوحيده. ونوّه أمير حائل بالبرامج النوعية للحفاظ على التراث التي توليها القيادة دعمها ورعايتها، مثنياً على المتابعة الدائمة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، مشيراً إلى أهمية قصر القشلة كونه أكبر مبنى طيني تراثي وتاريخي قائم في المملكة العربية السعودية والعالم، ويحظى ببرامج شاملة للحفاظ عليه، متطلعاً إلى دور بحثي لجوانب مضيئة وتفعيل الاستثمار الثقافي والفعاليات فيه بشكل مستمر ومتميز.
قصر «القشلة»
يعد قصر «القشلة» بحائل الذي تم تدشينه اليوم من أشهر المعالم الأثرية المبنية على طراز المدرسة النجدية، الذي يمتاز بفنه المعماري الفريد، ما جعله من أهم مواقع التراث العمراني في وسط مدينة حائل ورمزاً من رموزها التي تبرز على أراضيها معالم أثرية تعود إلى العصور التاريخية المختلفة، وصولاً إلى التاريخ الحديث.
شيّد قصر «القشلة» الأثري في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – قبل قرابة ثمانية عقود عام 1360هـ/ 1941، حيث استمر بناؤه سنةً ونصف متخذاً أسلوب المدرسة النجدية، إذ بني من الطين واللبن والحجارة وفق الطراز المعماري والزخرفي بالجص التي تمثلت بالعناصر الهندسية والنباتية، التي تعد سمة سائدة من سمات العمارة التقليدية بحائل.
وتظهر على جدران قصر القشلة الخارجية ثمانية أبراج دفاعية أسطوانية الشكل بارتفاع 12 متراً منها أربعة أبراج داخلية تسمى «الساندة»، وللقشلة بوابتان كبيرتان وبداخلها مسجد والعديد من الغرف المجملة داخلية بالزخارف الجصية والأبواب والنوافذ الملونة والمنقوشة.
وتبلغ مساحة قصر القشلة أكثر من 19 ألف متر مربع على شكل مستطيل، يبلغ طوله من الشرق إلى الغرب 241 متراً، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 141متراً، وهو مكون من دورين، ويتوسط القشلة من الداخل فناء كبير، تحيط بجوانبه الأربعة أروقة مسقوفة من الجريد وجذوع شجر الأثل محمولة على أعمدة حجر، تفتح على هذه الأروقة غرف القشلة المكونة من دورين، حيث توجد في الدور الأرضي 83 غرفة، كما يضم الركن الشمالي للقصر ورشة صيانة سيارات، ويقع المسجد في منتصف القصر، وخلفه دورات المياه، وخصصت غرف الدور العلوي وعددها 53 غرفةً للنوم من إجمالي 143 غرفةً.