أعلنت الولايات المتحدة عن شن عملية عسكرية واسعة النطاق في سوريا ردًا على هجوم وقع في مدينة تدمر قبل أيام، أدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين. وتستهدف العملية، التي أطلق عليها اسم “عين الصقر”، مواقع وبنى تحتية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود مستمرة لمكافحة الإرهاب في سوريا، وتأكيدًا على التزام واشنطن بحماية قواتها هناك.
أفاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأن الضربات الجوية والصاروخية استهدفت مواقع متعددة لتنظيم الدولة في مناطق مختلفة من سوريا، مشيرًا إلى أن العملية تهدف إلى تقويض قدرة التنظيم على شن هجمات مستقبلية. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده سترد بقوة على أي تهديد لأمنها القومي، وأن الولايات المتحدة لن تتردد في الدفاع عن مصالحها وحماية جنودها.
عملية “عين الصقر” وتصعيد الضربات ضد الإرهاب
تأتي هذه العملية في أعقاب هجوم وقع في محافظة تدمر، حيث قتل جنديان أمريكيان ومترجم محلي، وأصيب آخرون. ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن الهجوم شنّه مسلح مجهول الهوية، مستهدفًا قافلة عسكرية أمريكية كانت تقوم بدوريات في المنطقة. يُذكر أن هذه المنطقة تشهد تواجدًا نشطًا لخلايا تنظيم الدولة وتهديدات متزايدة.
وتشمل الأهداف التي تم استهدافها في عملية “عين الصقر” مخازن الأسلحة، ومواقع التدريب، ومباني القيادة والسيطرة التابعة لتنظيم الدولة. واستخدمت القوات الأمريكية في هذه العملية مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات والمروحيات وصواريخ “هيمارس”. وتأتي هذه الضربات في سياق جهود التحالف الدولي لمكافحة التطرف والتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
أعربت الحكومة السورية عن دعمها لجهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها الولايات المتحدة في البلاد. وذكرت وزارة الخارجية السورية في بيان لها أن سوريا ملتزمة بتفكيك التنظيمات الإرهابية وضمان استقرار الأراضي السورية. ومع ذلك، أكدت دمشق على أهمية احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها في جميع العمليات العسكرية.
من جانبها، رحبت بعض الدول العربية بالعملية العسكرية الأمريكية، معتبرة إياها خطوة ضرورية لحماية المنطقة من خطر الإرهاب. فيما أعربت دول أخرى عن قلقها من التصعيد المحتمل في سوريا، ودعت إلى الحوار والحلول السياسية.
الوضع الأمني في سوريا
لا يزال الوضع الأمني في سوريا معقدًا للغاية، حيث تتواجد العديد من القوات الإقليمية والدولية في البلاد. بالإضافة إلى تنظيم الدولة، هناك مليشيات معارضة مسلحة وقوات إيرانية وحزب الله، بالإضافة إلى القوات التركية في شمال سوريا. وتتسبب هذه التوترات في استمرار العنف وعدم الاستقرار في البلاد.
وتتمحور جهود التحالف الدولي حاليًا حول منع تنظيم الدولة من استعادة قوته في سوريا والعراق. ومع ذلك، يواجه التحالف تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص الموارد، وتعقيد المشهد السياسي، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وتشير التقارير إلى أن تنظيم الدولة لا يزال يمتلك قدرة على شن هجمات مباغتة في سوريا والعراق، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في تنفيذ عمليات عسكرية ضد التنظيم في المستقبل القريب.
من المتوقع أن تواصل القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) تقييم الأضرار الناجمة عن الغارات، والإعلان عن تفاصيل إضافية حول الخسائر في صفوف تنظيم الدولة. ومن المحتمل أن يشهد الأيام والأسابيع القادمة المزيد من العمليات المماثلة في سوريا، مع التركيز على تفكيك شبكات التنظيم ومنع أي محاولة لإعادة تجميع صفوفه. وسيكون من المهم مراقبة ردود فعل الأطراف المعنية، وتطورات الأوضاع الأمنية على الأرض، ومدى تأثير هذه العمليات على مستقبل سوريا.













