أعلنت السلطات الإسرائيلية عن اعتقال مواطن روسي بتهمة القيام بأعمال تجسس لصالح إيران، وتحديداً جمع معلومات حساسة حول البنية التحتية الإسرائيلية. يشمل ذلك تصوير موانئ رئيسية وسفن حربية، مما يثير مخاوف بشأن الأمن القومي الإسرائيلي وتصعيد التوترات الإقليمية. وتأتي هذه التطورات في ظل حالة من التأهب الأمني المتزايد في إسرائيل.
الاعتقال والتهم الموجهة في قضية التجسس
أفادت هيئة الأمن العام الإسرائيلية (الشاباك) ومديرية أمن المؤسسة الدفاعية (مالماب) في بيان مشترك يوم الجمعة باعتقال فيتالي زفياغنيتسيف (30 عامًا)، المقيم في إسرائيل بتصريح عمل. وتشير التحقيقات إلى أنه كان يتلقى توجيهات من عميل استخباراتي إيراني يُدعى “رومان”، ويدعي أنه مقيم في موسكو.
وبحسب البيان، بدأ زفياغنيتسيف في جمع المعلومات والتصوير في أكتوبر 2025. زار العديد من الموانئ الإسرائيلية تحت ستار السياحة، وقام بتصوير البنية التحتية والسفن، مقابل مبالغ مالية يتلقاها عبر وسائل رقمية.
طريقة عمل الجاسوس
لم يكن زفياغنيتسيف غافلاً عن طبيعة المهمة التي يقوم بها، حيث أدرك أنها جزء من عملية تجسس إيرانية تهدف إلى الإضرار بمصالح إسرائيل. ومع ذلك، استمر في تنفيذ المهام بتوجيه من “رومان” بدافع المكاسب المالية. تُظهر التقارير أنه تم اعتقاله سابقًا أثناء التصوير في مرسى هرتسليا، وتم إطلاق سراحه بعد حذف الصور التي التقطها.
وتضمنت المواقع التي قام بتصويرها ميناء حيفا، وسفن عسكرية تابعة لكل من البحرية الإسرائيلية والأمريكية في ميناء إيلات، بالإضافة إلى ميناء أشدود ومصافي النفط في حيفا.
الأمر الذي أدى إلى اعتقاله بشكل نهائي هو محاولته تصوير قاعدة رامات دافيد الجوية في شمال البلاد. لم يتمكن من إرسال المواد المصورة إلى مشغله الإيراني قبل القبض عليه.
تاريخ التجسس الإيراني في إسرائيل
لا يمثل هذا الحادث سابقة في محاولات إيران لجمع معلومات استخباراتية في إسرائيل. فقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية والشاباك في السنوات الأخيرة عن اعتقال عدد من الإسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران، مما يشير إلى استمرار جهود طهران لتعزيز قدراتها الاستخباراتية في المنطقة. هذا يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن الإسرائيلي.
وفي سياق منفصل، حذر رئيس بلدية بات يام مؤخرًا سكان المدينة من التعاون مع جهات إيرانية تسعى إلى تجنيدهم كعملاء. وأكد أن البلدية على اتصال دائم مع الأجهزة الأمنية، بما في ذلك الشاباك، لمواجهة هذا الخطر المتزايد. التجسس الإيراني يتطلب يقظة أمنية عالية.
يأتي هذا الاعتقال في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، خاصةً فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتأثيره على استقرار المنطقة. وتعتبر إسرائيل إيران تهديداً وجودياً، وتسعى باستمرار لمواجهة الأنشطة التي تعتبرها ضارة بمصالحها. هذه القضية تؤكد على مستوى التعقيد في العلاقة بين البلدين.
اعتقال زفياغنيتسيف يعكس فعالية أجهزة الأمن الإسرائيلية في كشف ومنع محاولات التجسس، ولكنه يشير أيضًا إلى حاجة مستمرة لتعزيز التدابير الأمنية واليقظة. بالإضافة إلى ذلك، تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها إسرائيل في حماية بنيتها التحتية الحيوية من التهديدات الخارجية.
من المتوقع أن تحيل السلطات الإسرائيلية زفياغنيتسيف إلى المحاكمة بتهمة التجسس، وقد تواجه إيران اتهامات إضافية بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل. ستراقب الأوساط الأمنية والإقليمية عن كثب تطورات هذه القضية، وتأثيرها على العلاقات بين إسرائيل وإيران، وعلى الوضع الأمني العام في المنطقة. ولا تزال العديد من التفاصيل قيد التحقيق، بما في ذلك مدى الضرر الذي تسبب به زفياغنيتسيف، وهل كان يعمل بمفرده أم كجزء من شبكة أوسع.













