قالت الخارجية الإيرانية إن الجمهورية الإسلامية دخلت، انطلاقًا من “حسن النية” و”ثقتها بقدراتها الوطنية”، في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، وذلك عقب رسالة وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، أعرب فيها عن استعداده لاختيار الحلول الدبلوماسية لإنهاء ما وصفته طهران بـ”الأزمة المفتعلة وغير الضرورية” حول برنامجها النووي السلمي.
وأضاف البيان أن إيران شاركت في ثلاث جولات تفاوضية قدم خلالها مفاوضوها مواقف ومطالب “عادلة ومشروعة” باسم الشعب الإيراني، وذلك ضمن إطار قانوني يستند إلى مبادئ الجمهورية الإسلامية وحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وضرورة رفع العقوبات “الجائرة”.
وتابع: “وفي الوقت الذي تؤكد فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية التزامها بالمسار الدبلوماسي واستعدادها لمواصلة المفاوضات، فإنها ترفض بشكلٍ قاطع السياسات القائمة على التهديد والضغوط”، معتبرة أنها “تتعارض كليًا مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتشكل اعتداءً مباشرًا على الحقوق والمصالح الوطنية للمواطنين الإيرانيين”.
وفي السياق نفسه، دانت الخارجية الإيرانية استمرار العقوبات الأمريكية، لا سيما الضغوط الممارسة على شركائها التجاريين والاقتصاديين، معتبرة ذلك دليلًا إضافيًا على ما وصفته بـ”الشكوك العميقة والمشروعة لدى الشعب الإيراني” حيال جدية واشنطن في تبني خيار التفاوض.
وأشار البيان إلى أن “مواصلة هذه السلوكيات غير القانونية لن تؤثر على مواقف إيران المنطقية والمشروعة”، محذرًا من أن “تكرار الأساليب الفاشلة لن يؤدي إلا إلى إعادة إنتاج الإخفاقات المكلفة السابقة”.
وأمس الخميس، أعلنت سلطنة عُمان، التي تتولى دور الوساطة، عن تأجيل الجولة المقبلة من المفاوضات التي كانت مقررة بين الجانبين في 3 أيار/مايو الجاري.
وقال وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، في منشور على منصة “أكس”، إن “لأسباب لوجستية، تم تأجيل الاجتماع الأمريكي-الإيراني المؤقت”. وأشار إلى أن موعدًا جديدًا سيُعلن عنه لاحقًا عند التوصل إلى اتفاق مشترك بين الطرفين.
وجاء التصعيد في اللهجة الإيرانية بعد تهديد مباشر أطلقه الرئيس الأمريكي ترامب، أمس، بفرض عقوبات على أي شخص أو جهة تشتري النفط الإيراني.
وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال”: “يجب إيقاف جميع عمليات شراء النفط الإيراني والمنتجات البتروكيماوية فورًا!”، مضيفًا أن “أي دولة أو شخص يشتري هذه المنتجات من إيران لن يتمكن من التعامل تجاريًا مع الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال”.
ورغم عدم اتضاح الآلية التي سيُطبّق بها هذا القرار، لوّح ترامب بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تستورد النفط الإيراني، في خطوة قد تفتح فصلًا جديدًا من التوتر مع الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني، والتي تخوض أصلًا مواجهة تجارية محتدمة مع واشنطن على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.