استقر سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء في السوق السوداء، فيما يواصل مصرف سوريا المركزي الحفاظ على سعره الرسمي. يأتي هذا في وقت تشهد فيه سوريا جهودًا لتعزيز استقرارها الاقتصادي، بما في ذلك عودتها مؤخرًا إلى نظام سويفت للمراسلات المالية الدولية، وهو ما قد يؤثر على حركة العملات في الفترة القادمة.
وفقًا لمصادر في السوق الموازية، حافظت الليرة السورية على سعر صرف ثابت عند 12750 ليرة سورية لكل دولار أمريكي للشراء و 12125 ليرة سورية للبيع في دمشق وحلب وإدلب. في المقابل، سجل سعر الصرف في محافظة الحسكة 12275 ليرة للشراء و 12325 ليرة للبيع. ويشير هذا التباين إلى استمرار الاختلافات الإقليمية في تحديد أسعار الصرف.
سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق الموازية
تشير التقارير إلى أن حجم التداول في السوق الموازية شهد تباطؤًا طفيفًا في الساعات الأخيرة، مع ترقب المتعاملين للتطورات الاقتصادية المحتملة. ويعزو محللون هذا التباطؤ إلى عدة عوامل، من بينها زيادة الطلب على صرف الليرة السورية في المصارف الرسمية بعد عودة نظام سويفت، بالإضافة إلى التوقعات بتدخل حكومي محتمل لدعم الليرة.
يذكر أن هذه الأسعار تختلف بشكل كبير عن السعر الرسمي الذي يحدده مصرف سوريا المركزي، والذي لا يزال ثابتًا عند 11 ألف ليرة سورية لكل دولار أمريكي. هذا الفارق الكبير يخلق تحديات كبيرة للاستيراد والتصدير، بالإضافة إلى التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
سعر صرف الليرة السورية في التعاملات الرسمية
يواصل مصرف سوريا المركزي تثبيت سعر الصرف الرسمي بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار وحماية القدرة الشرائية للمواطنين. ومع ذلك، يؤكد خبراء اقتصاديون أن هذا التثبيت غير مستدام على المدى الطويل، ويتطلب تدابير إضافية لدعم الاقتصاد وتحسين ميزان المدفوعات.
إضافة إلى ذلك، فإن السعر الرسمي لا يعكس الواقع الفعلي في السوق، مما يدفع معظم المتعاملين إلى اللجوء إلى السوق الموازية لتلبية احتياجاتهم من الدولار.
العودة إلى نظام سويفت وتأثيرها على الاقتصاد
تعتبر عودة سوريا إلى نظام سويفت خطوة هامة نحو الاندماج في الاقتصاد العالمي وتسهيل حركة الأموال. فقد أرسل مصرف سوريا المركزي أول رسالة عبر سويفت إلى الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، مما يفتح الباب أمام إجراء المزيد من المعاملات المالية مع الخارج.
وقال السيد عبد القادر الحصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، إن العودة إلى سويفت ستساهم في تسريع المدفوعات الخارجية، وخفض تكاليف الواردات والصادرات، وتحسين إدارة المصارف السورية لأرصدتها في الخارج. بالإضافة إلى ذلك، فإنها ستعزز الشفافية والثقة مع المراسلين الدوليين.
من الجانب الآخر، يرى بعض المحللين أن تأثير عودة سويفت على أسعار الدولار في سوريا قد يكون محدودًا في المدى القصير، وذلك بسبب القيود المستمرة على التجارة والاستثمار، بالإضافة إلى نقص الثقة في الاقتصاد السوري.
تحديات تواجه الليرة السورية
تواجه الليرة السورية تحديات كبيرة، بما في ذلك النقص في النقد الأجنبي، وارتفاع معدلات التضخم، وتأثير العقوبات الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، فإن الأزمة السياسية المستمرة تؤثر سلبًا على الاستثمار والنمو الاقتصادي.
وتعاني سوريا أيضًا من ارتفاع الدين العام، وتدهور البنية التحتية، ونزيف الكفاءات. وجميع هذه العوامل تساهم في الضغط على الليرة السورية وزيادة التقلبات في سوق العملات الأجنبية.
من المتوقع أن يستمر مصرف سوريا المركزي في مراقبة السوق عن كثب واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على استقرار الليرة. ومع ذلك، فإن تحقيق الاستقرار الدائم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الاقتصادية، بما في ذلك الإصلاحات الهيكلية وتعزيز الثقة في الاقتصاد السوري. الوضع الاقتصادي في سوريا لا يزال هشًا ويتطلب جهودًا متضافرة من جميع الأطراف لتحقيق التعافي والنمو المستدام.













