أعلنت خمس دول أوروبية، هي إسبانيا وهولندا وآيسلندا وأيرلندا وسلوفينيا، عن مقاطعتها لمسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” احتجاجًا على مشاركة إسرائيل، في خطوة تصعيدية تعكس حالة من الرفض المتزايد داخل القارة. وتأتي هذه المقاطعة في ظل تزايد الدعوات إلى إلغاء مشاركة إسرائيل بسبب الحرب المستمرة في غزة، مما يضع الاتحاد الأوروبعي للإذاعة (EBU) في موقف حرج بشأن مستقبل يوروفيجن.
وتشمل ردود الفعل أيضًا رفض فنانين من البرتغال وبلجيكا المشاركة في المسابقة، وتصريحات من فائزين سابقين يعربون عن دعمهم للمقاطعة. وتتراوح أسباب الاحتجاج بين الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بالوضع الإنساني في غزة، والاتهامات بازدواجية المعايير في تطبيق قواعد المشاركة، خاصةً بعد استبعاد روسيا في عام 2022.
“ألغوا المسابقة أو اطردوا إسرائيل” – تصاعد الاحتجاجات على مشاركة إسرائيل في يوروفيجن
أعلنت هيئة الإذاعة في كل من إسبانيا وهولندا وآيسلندا وأيرلندا وسلوفينيا أنها لن تبث فعاليات المسابقة أو تشارك فيها، وذلك تعبيرًا عن رفضها لمشاركة إسرائيل. وقد بررت هذه الدول قرارها بالإشارة إلى أن مشاركة إسرائيل تتعارض مع القيم الإنسانية والأخلاقية التي يفترض أن تمثلها مسابقة يوروفيجن.
وفي البرتغال، أعلن سبعة من أصل عشرة موسيقيين شاركوا في مسابقة الاختيار الوطني عن رفضهم تمثيل بلادهم في يوروفيجن 2026، حتى في حال فوزهم. واعتبر هؤلاء الموسيقيون أن مشاركة إسرائيل تمثل تواطؤًا مع انتهاكات حقوق الإنسان، ودعوا إلى تطبيق معايير موحدة على جميع المشاركين.
أما في بلجيكا، فقد وقّع 170 فنانًا وشخصية ثقافية رسالة احتجاج موجهة إلى هيئة البث البلجيكية، ينتقدون فيها قرار الاستمرار في المشاركة. ورأى الموقعون على الرسالة أن هذا القرار يمثل تناقضًا أخلاقيًا صارخًا مقارنة باستبعاد روسيا في عام 2022، مؤكدين أنه يتعارض مع القيم التي يجب أن تلتزم بها مؤسسات البث العام.
ردود فعل من فنانين سابقين
وامتدت الاحتجاجات لتشمل فائزين سابقين في المسابقة، حيث أعلن الفائز السويسري في نسخة 2024، نيمو، نيته إعادة الجائزة احتجاجًا على مشاركة إسرائيل. كما أعلن الفائز البرتغالي في عام 2017، سلفادور سوبرال، رفضه المشاركة في النسخة الحالية تأكيدًا على موقفه الداعم للمقاطعة.
وفي أيرلندا، أعاد الفائز في مسابقة عام 1994، تشارلي ماكغيتيغان، النظر في لقبه، معربًا عن دعمه لمطالبات المقاطعة ورفضه السماح لإسرائيل بالمشاركة في يوروفيجن 2026. هذه الخطوة تظهر مدى تأثير القضية على الشخصيات البارزة في تاريخ المسابقة.
موقف الدولة المضيفة
وفي النمسا، الدولة المضيفة للمسابقة هذا العام، أعلنت هيئة البث النمساوية أنها لن تمنع رفع الأعلام الفلسطينية بين الجمهور، ولن تكتم صيحات الاستهجان أو الصفير الموجهة للأداء الإسرائيلي خلال البث المباشر أو عبر المنصات الرقمية. ويأتي هذا الإعلان في محاولة للتوازن بين احترام حرية التعبير وضمان سير المسابقة بشكل سلس.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه مسابقة يوروفيجن شعبية متزايدة، وتعتبر منصة مهمة للتبادل الثقافي بين الدول الأوروبية. ومع ذلك، فإن هذه الاحتجاجات تلقي بظلالها على الحدث، وتثير تساؤلات حول مدى قدرة المسابقة على الحفاظ على حياديتها وموضوعيتها في ظل القضايا السياسية الحساسة. كما أن هذه الأحداث تزيد من الضغط على الاتحاد الأوروبعي للإذاعة (EBU) لاتخاذ قرار بشأن مستقبل مشاركة إسرائيل في المسابقة.
من المتوقع أن يناقش الاتحاد الأوروبعي للإذاعة (EBU) هذه الاحتجاجات في اجتماع مقرر في الأسبوع المقبل. ويترقب المراقبون ما إذا كان الاتحاد الأوروبعي للإذاعة (EBU) سيتخذ أي إجراءات بشأن مشاركة إسرائيل، أو ما إذا كان سيصر على موقفها الحالي. ويعتبر مستقبل يوروفيجن، وقدرته على التكيف مع التحديات السياسية المتزايدة، أمرًا غير مؤكد في الوقت الحالي. الوضع الحالي يثير تساؤلات حول مستقبل المسابقة، وربما يؤدي إلى تغييرات في قواعد المشاركة أو حتى في هيكل الاتحاد الأوروبعي للإذاعة (EBU) نفسه. التركيز الآن ينصب على رد فعل الاتحاد الأوروبعي للإذاعة (EBU) والخطوات التي سيتخذها لمعالجة هذه القضية الحساسة، بالإضافة إلى ردود فعل الجمهور ووسائل الإعلام.












