أعلن معهد الكويت للأبحاث العلمية عن إطلاق شركة كاظمة منتجاتها من المياه الصالحة للشرب في الأسواق المحلية مطلع عام 2026. تعتمد الشركة تقنية مبتكرة لتحلية مياه الآبار الشاطئية، مما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن المائي في البلاد وتنويع مصادر المياه. يأتي هذا الإعلان في ظل تزايد الطلب على المياه العذبة في الكويت وتحديات ندرة الموارد المائية التقليدية.
المياه الصالحة للشرب من كاظمة: تقنية جديدة للأمن المائي الكويتي
تمثل هذه الخطوة ثمرة عقود من البحث والتطوير التي قادها معهد الكويت للأبحاث العلمية منذ الثمانينيات. تهدف الأبحاث إلى إيجاد حلول مستدامة لتوفير المياه العذبة، مع التركيز على تقنية التناضح العكسي لتحلية مياه الآبار الشاطئية. تتميز هذه التقنية بأنها مختلفة جذريًا عن الأساليب التقليدية المستخدمة في تحلية المياه في الكويت، والتي تعتمد بشكل كبير على تحلية مياه البحر.
مصدر مياه غير تقليدي
تستمد شركة كاظمة مياهها من مصدر جوفي يقع تحت قاع البحر، وهو ما يضمن توفرًا دائمًا للمياه. تخضع المياه لعملية ترشيح طبيعية من خلال طبقات رملية قبل معالجتها بأحدث التقنيات، بما في ذلك التعقيم بالأوزون. تضمن هذه العملية الحصول على مياه ذات تركيبة أملاح متوازنة ونقاء عالٍ، مما يجعلها صالحة للاستهلاك البشري.
أكد مدير شركة كاظمة، المهندس محمد الدويسان، أن هذا المشروع يتجاوز الأهداف التجارية، حيث يعتبر ركيزة أساسية في منظومة الأمن المائي للكويت. تعتبر تقنية الآبار الشاطئية أكثر أمانًا من التلوث السطحي البحري، مثل تسرب النفط، ويمكن تشغيل محطات التحلية باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية. هذا يقلل من التكاليف التشغيلية ويضمن استمرارية الإنتاج في مختلف الظروف.
الطاقة الإنتاجية والتوسع المستقبلي
تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الحالي حوالي 6000 زجاجة في الساعة. تدرس الشركة حاليًا خططًا لتوسيع المصنع ومضاعفة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد. تهدف كاظمة إلى الحصول على حصة سوقية ملحوظة في قطاع المياه، مع التركيز على تقديم خيار بديل للمستهلكين بجانب المياه المحلاة الحكومية والمياه الجوفية الطبيعية.
أشاد الدويسان بالدعم الذي قدمته الهيئة العامة للغذاء والتغذية لتسهيل إجراءات الترخيص للمنتج الجديد. من المتوقع أن تساهم عائدات المشروع في تعزيز الموارد المالية لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، مما يسمح له بتوسيع نطاق أبحاثه واستثماراته في مجالات أخرى. يُعد هذا المشروع نموذجًا للتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص في الكويت.
جودة المياه والرقابة
تخضع مياه كاظمة لفحوصات دقيقة ومستمرة في مختبرات محلية وعالمية لضمان مطابقتها لأعلى معايير الجودة والسلامة. تُجرى هذه الفحوصات بشكل يومي لضمان تقديم منتج وطني يعتمد على أسس علمية راسخة. يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز ثقة المستهلك في المنتجات الكويتية وقدرة الكفاءات المحلية على إيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه البلاد، مثل ندرة المياه.
تعتبر هذه المبادرة جزءًا من جهود الكويت الأوسع نطاقًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية. تستثمر الحكومة الكويتية بشكل كبير في مشاريع تحلية المياه وتطوير تقنيات إدارة المياه الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، يتم تشجيع الاستثمار في قطاع المياه الخاص لتعزيز المنافسة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين.
تتزايد أهمية الأمن المائي في الكويت نظرًا للتغيرات المناخية المتسارعة والنمو السكاني المطرد. تسعى الحكومة إلى تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات السكان المتزايدة من المياه والحفاظ على الموارد المائية المحدودة. تعتبر مشاريع مثل مشروع كاظمة خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث تقدم حلولًا مبتكرة ومستدامة لتوفير المياه العذبة.
من المتوقع أن يتم إطلاق مياه كاظمة في الأسواق المحلية في مطلع عام 2026. سيتم توزيع المنتج من خلال الجمعيات التعاونية والأسواق المركزية في جميع أنحاء البلاد. يُعد هذا الإطلاق بمثابة نقطة انطلاق لمشاريع مماثلة في المستقبل، حيث يخطط معهد الكويت للأبحاث العلمية لتطوير تقنيات جديدة لتحلية المياه وإدارة الموارد المائية. يجب متابعة مدى استجابة السوق للمنتج الجديد وتأثيره على أسعار المياه في الكويت.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم مراقبة التطورات في مجال تقنيات تحلية المياه، حيث تظهر باستمرار تقنيات جديدة وأكثر كفاءة. قد يؤدي تبني هذه التقنيات إلى خفض تكاليف إنتاج المياه وتحسين جودتها. يُعد الاستثمار في البحث والتطوير في مجال المياه أمرًا ضروريًا لضمان مستقبل مائي مستدام للكويت.












