بقلم: يورونيوز
نشرت في
أبلغت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) البيت الأبيض أن تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” لن يؤثر سلبًا على المخزون الأميركي أو يضعف القدرات العسكرية الأساسية لواشنطن، وفق ما أفادت ثلاثة مصادر أميركية وأوروبية مطّلعة لشبكة “سي إن إن”. ومع ذلك، ترك البنتاغون القرار النهائي للرئيس دونالد ترامب.
بين الدبلوماسية والتصعيد
قبل أيام من لقاءه مع الرئيس الأوكرانا فولوديمير زيلينسكي داخل البيت الأبيض، قال ترامب إنه يفضل عدم تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ مبرّرًا ذلك بالقول: “لا نريد أن نقدّم ما نحتاج إليه لحماية بلدنا”.
ثم بدا متراجعاً أو متقلباً في مواقفه، إذ صرح قبل اللقاء أن لدى الولايات المتحدة “عددًا كبيرًا من صواريخ توماهوك” يمكنها توفيره، وفي جلسة مغلقة أخبر زيلينسكي أن واشنطن لن تقدمها، على الأقل في الوقت الحالي.
لقاء ترامب بزيلينسكي جاء بعد يوم من مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب ما أفادت به شبكة “سي إن إن”، فإنّ بوتين حذّر من أنّ صواريخ “توماهوك” قد تضرب مدناً روسية كبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ، وأن توفيرها سيؤثر سلبًا في العلاقات الأمريكية-الروسية رغم أنه لا من غير المتوقع أن يغيّر كثيرًا في ساحة المعركة.
في المقابل، أفادت مصادر تحدثت في وقت سابق إلى شبكة “سي إن إن” بأنّ ترامب لم يُغلق الباب نهائيًا أمام خيار تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك”، إذ وضعت إدارته خططًا جاهزة لتنفيذ القرار بسرعة متى أصدر أوامره بذلك.
وقد ازداد غضب ترامب في الأسابيع الأخيرة من تعنّت بوتين ورفضه الانخراط “بجدية” في مفاوضات السلام، ما دفعه إلى فرض عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية الأسبوع الماضي، وإلغاء اجتماع كان مقررًا عقده مع الرئيس الروسي في بودابست لمناقشة الملف الأوكراني.
آمال كييف وأهدافها
أوضح زيلينسكي في منشور على منصة “إكس” هذا الأسبوع طموح كييف لتوسيع قدراتها بعيدة المدى “بحلول نهاية هذا العام، حتى تنتهي الحرب بشروط عادلة” لأوكرانيا.
وكتب أن “العقوبات العالمية ودقتنا في الاستهداف تتكاملان عمليًا لإنهاء هذه الحرب وفق شروط عادلة لأوكرانيا”، مشددًا على ضرورة تحقيق “جميع أهداف الضربات العميقة بالكامل بحلول نهاية العام، بما في ذلك توسيع قدراتنا بعيدة المدى”.
وتبلغ مدى صواريخ “توماهوك” نحو 1000 ميل، وهو ما يفسر رغبة كييف في الحصول عليها لاستهداف منشآت نفط وطاقة داخل العمق الروسي بشكل أكثر فاعلية.
عقبات أمام استخدام الصواريخ
بينما لا يبدي البنتاغون قلقًا بشأن حجم المخزون، لا تزال قضايا أساسية عالقة، تتعلق بآلية إطلاق أوكرانيا لصواريخ “توماهوك” في حال حصولها عليها.
تقليديًا تُطلق هذه الصواريخ من السفن الحربية أو الغواصات، وسلاح البحرية الأوكراني يعاني ضعفًا كبيرًا، الأمر الذي يرجّح اعتماد منصّات برية لإطلاقها. ومن شأن ذلك أن يستلزم تزويد كييف بمنصات إطلاق أرضية أو تدريب خاص.
وقد طور خفر السواحل الأمريكي وقوات مشاة البحرية والجيش منصات برية يمكن أن تزويدها لأوكرانيا.
وحتى لو امتنعت واشنطن عن توفيرها، يرى مسؤولون أوروبيون، تحدّثوا إلى شبكة “سي إن إن”، أن كييف ستجد وسيلة بديلة: سبق أن تمكّن مهندسون أوكرانيون من تكييف صواريخ “ستورم شادو” البريطانية لتعمل على مقاتلات سوفياتية قديمة، ما يعزّز إمكانية تكرار التجربة تقنيًا مع صواريخ “توماهوك”.













