توقع محللو المعادن الثمينة في البنك الدولي، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب خلال الـ18 شهراً القادمة، وفقاً لتقرير نشره موقع «كيتكو» المتحصص في الذهب، ومن المتوقع أن يواصل الفضة والبلاتين قوتهما الحالية حتى عام 2026.
وأشار التقرير إلى أن أسعار المعادن الثمينة سجلت مستويات قياسية خلال النصف الأول من عام 2025، مدعومة بزيادة بنسبة 20% في عام 2024.
وقاد الذهب هذا الارتفاع، حيث اقترب من أعلى مستوياته التاريخية في منتصف يونيو، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي.
كما شهدت أسعار الفضة والبلاتين ارتفاعات كبيرة، مع توقعات باستمرار الأسعار المرتفعة خلال عامي 2025 و2026.
وارتفع سعر الذهب بنحو 25% في النصف الأول من عام 2025، مدفوعاً بالطلب القوي وسط حالة عدم اليقين السياسي والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.
وسجل الطلب الاستثماري أعلى مستوياته منذ عام 2022، بفضل التدفقات الكبيرة إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة خلال الربع الأول من 2025، كما استمرت مشتريات البنوك المركزية في دعم الأسعار كجزء من إستراتيجيات إدارة الاحتياطيات.
ويتوقع البنك الدولي ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 35% على أساس سنوي في 2025، مع تراجع طفيف في 2026 مع انحسار بعض حالات عدم اليقين. ومن المتوقع أن تظل الأسعار مرتفعة بشكل كبير، بنحو 150% فوق متوسط الفترة بين 2015 و2019، حتى 2026. وتشير التوقعات إلى مخاطر تصاعدية محتملة نتيجة استمرار التوترات الجيوسياسية.
فيما حافظت الفضة على أدائها القوي في عام 2024، حيث ارتفعت أسعارها بنحو 20% في النصف الأول من 2025.
ورغم ذلك، أشار المحللون إلى أن نسبة سعر الذهب إلى الفضة استمرت في الارتفاع، متجاوزة متوسطها خلال العشر سنوات الماضية، نتيجة الطلب الأقوى على الذهب كملاذ آمن.
ويتوقع البنك الدولي استمرار الطلب القوي على الفضة، مدعوماً بدورها المزدوج كمكون صناعي واستثمار آمن.
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي للفضة بشكل مطرد في 2025 بفضل زيادة إنتاج المناجم، بينما يظل إعادة التدوير، الذي يشكل حوالي 20% من الإمدادات العالمية، مستقراً بعد ارتفاع بنسبة 6% في 2024.
ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الفضة بنسبة 17% في 2025، مع زيادة إضافية بنسبة 3% في 2026.
وشهد البلاتين ارتفاعاً بنحو 30% في النصف الأول من 2025، مسجلاً أعلى مستوى له منذ عقد.
ويعود هذا الارتفاع إلى تضييق العرض، حيث من المتوقع أن ينخفض إنتاج المناجم إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات، ومن المتوقع أن تعوض زيادات طفيفة في إعادة التدوير جزءاً من النقص، بينما تنخفض المخزونات فوق الأرض بشكل حاد.
ورغم توقعات بانخفاض الطلب العالمي على البلاتين بسبب تراجع الطلب من قطاعي السيارات والصناعة، اللذين يمثلان ثلثي استهلاك البلاتين، فإن قيود العرض ستدعم الأسعار، ويتوقع البنك الدولي ارتفاع أسعار البلاتين بنسبة 10% في 2025، مع زيادة إضافية بنسبة 2% في 2026.
كما يتوقع البنك الدولي أن يسجل الذهب أعلى متوسط سنوي له على الإطلاق في 2025، كما ستظل الفضة تشهد طلباً قوياً يدفع أسعارها للارتفاع، بينما ستستمر ظروف العرض المحدود في دعم أسعار البلاتين.
ومع ذلك، قد تؤدي تصاعد التوترات العالمية إلى رفع أسعار الذهب أكثر من التوقعات الحالية، بينما قد يؤدي ضعف النشاط الصناعي إلى تقليص الطلب على الفضة والبلاتين وخفض أسعارهما عن التوقعات.
أخبار ذات صلة