استقبل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومقره الرياض، وفداً من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من الدنمارك. يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف، حيث جرى خلاله استعراض جهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في مختلف المجالات. وقد أشاد الوفد الدنماركي بالمبادرات النوعية التي يقدمها التحالف لدعم وتعزيز قدرات الدول الأعضاء في مواجهة التحديات الأمنية.
الاجتماع الذي عقد في 25 نوفمبر 2025، ناقش بشكل أساسي استراتيجيات التحالف في المجالات الفكرية والإعلامية والمالية والعسكرية. ويهدف هذا اللقاء إلى تبادل الخبرات والمعلومات بين التحالف والجمعية البرلمانية للناتو، بما يسهم في تطوير آليات فعالة لمكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويعتبر هذا الاستقبال مؤشراً على الاهتمام المتزايد بالدور الذي يلعبه التحالف في المنطقة.
جهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب
تأسس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في ديسمبر 2015، بمبادرة من المملكة العربية السعودية، بهدف توحيد الجهود الإسلامية لمكافحة الإرهاب والتطرف. ويضم التحالف 41 دولة عضو، وتسعى جميعها إلى تنسيق جهودها في مجالات مختلفة، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتدريب القوات، وتقديم الدعم المالي والفني للدول المتضررة من الإرهاب.
المجالات الرئيسية لعمل التحالف
يركز التحالف على أربعة مجالات رئيسية في عمله. أولاً، المجال الفكري، والذي يهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تستغلها الجماعات الإرهابية لتجنيد المقاتلين. ثانياً، المجال الإعلامي، والذي يركز على مواجهة الدعاية الإرهابية ونشر رسائل السلام والتسامح. ثالثاً، المجال المالي، والذي يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب. وأخيراً، المجال العسكري، والذي يشمل التعاون في مجال التدريب وتبادل الخبرات العسكرية.
وفقاً لبيانات التحالف، فقد نفذ العديد من المبادرات والبرامج في هذه المجالات، بما في ذلك تنظيم المؤتمرات والندوات، وإطلاق حملات إعلامية، وتقديم الدعم المالي للدول الأعضاء. بالإضافة إلى ذلك، يعمل التحالف على تطوير قدرات الدول الأعضاء في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية المرتبطة بالإرهاب.
أشاد الوفد الدنماركي، خلال الاجتماع، بالدور الذي يلعبه التحالف في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة التطرف. وأكدوا على أهمية التعاون الدولي في مواجهة هذا التحدي العالمي. كما أعربوا عن استعدادهم لتبادل الخبرات والمعلومات مع التحالف في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
يأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات أمنية متزايدة، حيث لا تزال الجماعات الإرهابية نشطة في العديد من الدول. وتشير التقارير إلى أن هذه الجماعات تستغل الأزمات السياسية والاقتصادية لزيادة نفوذها وتجنيد المزيد من المقاتلين. لذلك، فإن تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات الاستخباراتية يعتبر أمراً ضرورياً لمواجهة هذا التحدي.
بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب، يركز التحالف أيضاً على تعزيز الأمن الإقليمي والدولي. ويعمل على بناء شراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتحقيق هذا الهدف. كما يشارك في الجهود الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة وغسل الأموال، والتي تعتبر مصدراً رئيسياً لتمويل الإرهاب.
من ناحية أخرى، يواجه التحالف بعض التحديات، بما في ذلك صعوبة الحصول على معلومات استخباراتية دقيقة، والتنسيق بين الدول الأعضاء المختلفة. ومع ذلك، فإن التحالف يواصل العمل على تطوير آليات فعالة للتغلب على هذه التحديات وتعزيز قدراته في مجال مكافحة الإرهاب.
من المتوقع أن يعقد التحالف سلسلة من الاجتماعات والمؤتمرات في الأشهر القادمة لمناقشة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة وتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة الإرهاب. كما من المتوقع أن يتم الإعلان عن مبادرات جديدة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء والمنظمات الدولية. وسيبقى من الضروري مراقبة تطورات الوضع الإقليمي وتقييم فعالية جهود التحالف في تحقيق أهدافه.
وتشير التوقعات إلى أن التعاون مع حلف الناتو قد يشهد تطوراً ملحوظاً في المستقبل، خاصة في مجالات تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب العسكري. ومع ذلك، فإن نجاح هذا التعاون يعتمد على الإرادة السياسية للدول المعنية والقدرة على التغلب على التحديات اللوجستية والإدارية.













