*الجمعة : خسوف كلي للقمر غير مشاهد في السعودية*
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة
ستشهد الكرة الأرضية يوم الجمعة 14 مارس 2025 خسوفاً كلياً للقمر وهو الأول من خسوفين خلال هذا العام. الخسوف سيكون مرئياً بالعين المجردة في أجزاء من القارة القطبية الجنوبية والنصف الغربي من أفريقيا وأوروبا الغربية والمحيط الأطلسي والأمريكيتين والمحيط الهادئ وشرق أستراليا وشمال اليابان وشرق روسيا لكنه لن يكون مشاهداً في السعودية.
سيحدث خسوف القمر بكامل مراحله بين الساعة 06:57 صباحاً و01:00 ظهراً بتوقيت مكة.
خلال هذا الخسوف سيكون القمر على بُعد ثلاثة أيام فقط من وصوله إلى الأوج وهي أبعد نقطة له عن الأرض خلال الشهر وهذا سيجعل حجمه الظاهري عند الذروة العظمى أصغر إلى حد ما، حيث سيكون أقل بنسبة 5.2% من المتوسط.
خلال مرحلة الخسوف الجزئي ومع بداية دخول القمر إلى منطقة ظل الأرض سيظهر ظل الأرض المقوس على سطح القمر وهذه الظاهرة تُعد إحدى الطرق القديمة التي استُخدمت لإثبات كروية الأرض.
يُعد الجزء الأكثر إثارة للاهتمام هو الخسوف الكلي الذي سيحدث بين الساعة 9:25 و 10:31 صباحاً بتوقيت مكة وخلال هذه المرحلة ومع دخول كامل قرص القمر إلى ظل الأرض سيتحوّل لونه إلى النحاسي أو الأحمر وذلك بحسب كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي للأرض.
ستحدث لحظة الذروة العظمى للخسوف الكلي عند الساعة 09:58 صباحاً بتوقيت مكة حيث سيكون القمر في كبد السماء فوق المحيط الهادئ.
يُعد هذا الخسوف غير مركزي مما يعني أن قرص القمر لن يمر عبر مركز ظل الأرض لكن الطرف الجنوبي للقمر سيكون أقرب إلى مركز الظل مقارنةً بالطرف الشمالي ولذلك لن يبدو الجزء الشمالي من القمر المخسوف مظلماً بقدر الجزء الجنوبي وستستمر مرحلة الخسوف الكلي لمدة 65 دقيقة.
إن وصف الخسوف الكلي للقمر بـ’القمر الدموي’ أو ‘قمر الدم’، المنتشر على نطاق واسع، ليس تسمية علمية. فقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة في عام 2013، ورغم ذلك، أصبح يُستخدم للإشارة إلى أي خسوف كلي للقمر.
يقدم خسوف القمر الكلي العديد من الفوائد العلمية فهو فرصة لتحليل كيفية تأثير الغلاف الجوي للأرض على الضوء. فمع مرور ضوء الشمس عبر غلافنا الجوي وانكساره على القمر أثناء خسوف القمر الكلي، يمكن للعلماء دراسة تكوين الغلاف الجوي وخصائصه ومن خلال مراقبة لون القمر المخسوف وسطوعه، يمكن للباحثين جمع بيانات عن وجود الهباء الجوي والغبار والجسيمات الأخرى في الغلاف الجوي ويمكن أن تساهم هذه المعلومات في فهم أفضل لتغير المناخ وديناميكيات الغلاف الجوي.
على وجه التحديد، يحدث تأثير ”القمر الاحمر“ بسبب تشتت رايلي، وهي نفس الظاهرة التي تجعل غروب الشمس أحمر اللون ويمكن لرصد درجة اللون الأحمر أن يعطي العلماء معلومات عن الحالة الحالية للغلاف الجوي للأرض ويمكن استخدام البيانات التي يتم جمعها أثناء خسوف القمر في تنقيح وتحسين نماذج الغلاف الجوي، والتي تعتبر ضرورية للتنبؤ بأنماط الطقس والمناخ.
يُعد قياس محتوى الهباء الجوي (الغاز والرماد) البركاني في طبقة الستراتوسفير امراً مهماً علمياً، لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض وذلك من خلال تحليل لون وسطوع الخسوفات القمرية التي رُصدت حديثاً، فإذا كان الخسوف مظلماً، فهذه علامة على وجود الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير وهي جسيمات يمكنها عكس أشعة الشمس وتبريد الكوكب. أما إذا كان الخسوف ساطعاً، فهذا يشير إلى أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب مما يسمح لضوء الشمس بتدفئة الكوكب.
لقد ساهم انخفاض الهباء الجوي البركاني وزيادة غازات الاحتباس الحراري بشكل متساوٍ في إجمالي الاحترار العالمي، وهو ما تم رصده في سجلات درجات الحرارة الموثقة بالأقمار الصناعية على مدى نصف قرن.
أثناء الخسوف الكلي يبرد سطح القمر بسرعة حيث يفقد حوالي 140 درجة مئوية في دقائق. سيتم مراقبة هذا التبريد السريع، وبناءً على مدى سرعة تبريد القمر يمكن للبيانات أن تكشف عن حجم وكثافة الصخور على سطحه مما يساعد في فهم أفضل لتكوين وخصائص سطح القمر.
جدير بالذكر أنه بعد أسبوعين من خسوف القمر الكلي سيحدث كسوف جزئي للشمس في نهاية شهر رمضان إلا أنه لن يكون مشاهداً في السعودية.