استقبل المهندس سالم الحاي، المدير العام للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في الكويت، وفداً فنياً واقتصادياً رفيع المستوى من المنظمة العربية للتنمية الزراعية. يأتي هذا اللقاء في إطار سعي الهيئة لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات والبرامج التي تقدمها المنظمة. وقد جرى خلال الاجتماع بحث سبل التعاون المشترك في مجالات حيوية مثل صحة الدواجن ومكافحة الأوبئة الحيوانية.
عقد الاجتماع في مقر الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، بحضور عدد من المسؤولين والخبراء المتخصصين في الإنتاج الحيواني. ويهدف هذا التعاون إلى دعم جهود الكويت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى ضمان سلامة وصحة الثروة الحيوانية المحلية. اللقاء يعكس أهمية الشراكات الإقليمية في مواجهة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي.
تعزيز الأمن الغذائي من خلال التعاون الإقليمي
أكد المهندس سالم الحاي على أهمية التعاون الوثيق مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي المستدام. وأشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه المنظمة في تقديم الدعم الفني وتبادل الخبرات بين الدول العربية، مما يساهم في تطوير القطاع الزراعي وتحسين إنتاجيته. كما أشاد الحاي بالدور الذي يقوم به مكتب المنظمة الإقليمي في الكويت، مثنياً على الدعم الذي تقدمه الدولة للثروة الحيوانية والقطاعات ذات الصلة.
أولويات التعاون المشترك
تركزت المناقشات بين الجانبين على عدة محاور رئيسية، بما في ذلك تطوير نظم التعامل مع الأوبئة الحيوانية. وتهدف هذه النظم إلى الاستجابة السريعة والفعالة لأي تفشٍ للأمراض، وحماية الثروة الحيوانية من الخسائر الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية تعزيز إجراءات الأمن الحيوي في المزارع والمرافق الحيوانية، للحد من انتشار الأمراض وتقليل الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.
كما تناول الاجتماع موضوع صحة الدواجن، حيث أكد الجانبان على ضرورة تطوير برامج وقائية وعلاجية فعالة، لضمان إنتاج دواجن آمن وصحي. وتشمل هذه البرامج إجراء فحوصات دورية للطيور، وتوفير اللقاحات اللازمة، وتطبيق معايير النظافة والتعقيم في مزارع الدواجن. هذه الإجراءات تهدف إلى حماية المستهلكين من الأمراض التي قد تنتقل عن طريق الدواجن.
من جانبهم، أعرب أعضاء وفد المنظمة العربية للتنمية الزراعية عن استعدادهم الكامل لتقديم الدعم الفني للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية. ويتضمن هذا الدعم تقديم المشورة الفنية في مجال تطوير النظم والبرامج، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للعاملين في القطاع الزراعي، وتبادل الخبرات والمعلومات مع الخبراء الكويتيين. المنظمة تولي اهتماماً خاصاً بدعم مبادرات التنمية الزراعية في الدول الأعضاء.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة العربية تحديات متزايدة في مجال الأمن الغذائي، نتيجة للتغيرات المناخية والظروف السياسية والاقتصادية. وتعتبر الكويت من بين الدول التي تسعى جاهدة لتعزيز إنتاجها الزراعي والحيواني، وتقليل اعتمادها على الاستيراد. وتعتبر المنظمة العربية للتنمية الزراعية شريكاً رئيسياً في هذه الجهود، من خلال تقديم الدعم الفني والمالي والمساعدة في بناء القدرات.
يذكر أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية هي منظمة إقليمية تأسست عام 1972، وتضم في عضويتها 22 دولة عربية. وتعمل المنظمة على تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الزراعة والتنمية الريفية، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي المستدام. وتقدم المنظمة مجموعة واسعة من الخدمات والبرامج للدول الأعضاء، بما في ذلك الدعم الفني والمالي والتدريب والبحث العلمي.
وفي سياق متصل، تشهد الكويت اهتماماً متزايداً بتطوير قطاع الإنتاج الحيواني، من خلال دعم المزارع المحلية وتشجيع الاستثمار في هذا المجال. وتعمل الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية على توفير التمويل اللازم للمزارعين، وتقديم الدعم الفني والإرشادي، وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص والموافقات. يهدف هذا الدعم إلى زيادة إنتاج اللحوم والدواجن والبيض والألبان، وتلبية احتياجات السوق المحلي.
من المتوقع أن يقوم فريق فني من المنظمة العربية للتنمية الزراعية بزيارة ميدانية إلى الكويت في الأشهر القليلة القادمة، لتقييم الاحتياجات الفنية وتقديم التوصيات اللازمة. وستركز الزيارة على مزارع الدواجن والمرافق الحيوانية، بهدف تحديد نقاط الضعف وتقديم الحلول المناسبة. كما سيتم خلال الزيارة بحث إمكانية تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال التنمية الزراعية، بهدف تعزيز الأمن الغذائي في البلاد. يبقى تقييم الأثر الفعلي لهذا التعاون على المدى الطويل أمراً يستحق المتابعة.













