وفي منشور على منصته “تروث سوشيال”، كتب ترامب: “لطالما ابتُليت أمريكا بمجرمين أشرار وعنيفين.. وهم حثالة المجتمع الذين لا يجلبون سوى البؤس والمعاناة. عندما كنا أمة أكثر جدية في الأزمنة الماضية، كنا نحبس أخطر المجرمين من دون تردد، ونبقيهم بعيدين عن أي شخص يمكن أن يؤذوه. هكذا يجب أن تُدار الأمور”.
وأضاف: “لهذا السبب، أوجه مكتب السجون، بالتعاون مع وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي، بإعادة فتح سجن “ألكاتراز”، بعد توسيعه وإعادة بنائه بشكل شامل، ليكون مقر احتجاز لأكثر المجرمين الأمريكيين عنفًا وخطورة”.
ويأتي إعلان ترامب ضمن توجه أوسع لإصلاح آليات حبس السجناء الفيدراليين والمهاجرين المحتجزين، غير أن إعادة افتتاح منشأة مثل “ألكاتراز” تُعد خطوة معقدة ومكلفة. إذ أُغلق السجن عام 1963 بسبب تدهور بنيته التحتية وارتفاع تكاليف تشغيله، خصوصًا أن جميع المستلزمات من وقود وطعام وماء كانت تُنقل إليه بحرًا.
وسيستلزم تهيئة المنشأة لتتوافق مع المعايير الحديثة استثمارات ضخمة، في وقت يعاني فيه مكتب السجون من إغلاق منشآت أخرى لأسباب مماثلة تتعلق بالبنية التحتية.
ويُعد “ألكاتراز”، الذي أطلق عليه لقب “الصخرة”، واحدًا من أشهر السجون الأمريكية على الإطلاق، واشتهر باستحالة الهروب منه بسبب التيارات البحرية القوية والباردة التي تحيط بالجزيرة. وكان قد احتجز عددًا من الشخصيات الإجرامية البارزة مثل آل كابوني وجورج ماشين غان كيلي.
ورغم أنه أُغلق منذ عقود، لا يزال السجن جزءًا من الذاكرة الثقافية الأمريكية، وقد ظهر في عدد من الأفلام الشهيرة، أبرزها “ذا روك” من بطولة شون كونري ونيكولاس كيج. ووفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، حاول 36 سجينًا الفرار من “ألكاتراز” خلال 29 عامًا، ضمن 14 محاولة منفصلة، أُحبطت جميعها باستثناء ثلاث حالات ما زالت مثار جدل.
وتحوّلت جزيرة “ألكاتراز” اليوم إلى معلم سياحي تديره دائرة المتنزهات الوطنية، كما أُدرجت كموقع تاريخي وطني. لكن ترامب، العائد مساء الأحد إلى البيت الأبيض من عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا، وعزا اقتراحه إلى شعوره بالإحباط من “قضاة متطرفين”، على حد وصفه، يصرّون على منح المرحّلين ضمانات قانونية يعتبرها غير مبرّرة.
ويُذكر أن مكتب السجون يدير حاليًا 16 منشأة توفر درجات الحراسة المشددة نفسها التي كان يوفرها “ألكاتراز”، من بينها السجن الفيدرالي في فلورنس بولاية كولورادو، والمنشأة الفيدرالية في تير هوت بولاية إنديانا التي تضم غرفة الإعدام الوحيدة على المستوى الفيدرالي.