نظّمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية دورة علمية في كوالالمبور، ماليزيا، بهدف تأهيل الدعاة والأئمة والخطباء وطلبة العلم. تأتي هذه المبادرة ضمن جهود الوزارة المستمرة لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، وتطوير الكفاءات الدعوية في ماليزيا، وذلك خلال شهر نوفمبر الحالي. وتسعى الوزارة من خلال هذه الدورات إلى دعم العمل الإسلامي في الخارج.
بدأت الدورة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وتستمر لعدة أيام، وتستهدف بشكل أساسي الكوادر الدعوية السعودية العاملة في ماليزيا، بالإضافة إلى طلبة العلم المتخصصين. وتهدف إلى تزويد المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لأداء مهامهم الدعوية بفعالية، مع التركيز على نشر قيم التسامح والاعتدال.
أهمية دورة تأهيل الدعاة في ماليزيا
تأتي هذه الدورة في سياق اهتمام المملكة العربية السعودية بدعم العمل الإسلامي في جميع أنحاء العالم، وتعزيز دور المساجد والمراكز الإسلامية في نشر رسالة السلام والتسامح. وتركز الوزارة بشكل خاص على دعم الكوادر الدعوية العاملة في الخارج، وتوفير التدريب والتأهيل اللازم لهم لمواجهة التحديات المعاصرة.
موضوعات الدورة العلمية
تغطي الدورة مجموعة واسعة من الموضوعات العلمية والتأهيلية، بما في ذلك تعزيز المنهج الوسطي في الإسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة، وتطوير المهارات الدعوية اللازمة للتواصل الفعال مع مختلف الشرائح المجتمعية. كما تتناول الدورة كيفية تبليغ أحكام الشريعة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، مع مراعاة الظروف والأحوال المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تركز الدورة على أهمية محاربة الغلو والتطرف، وبيان خطورة الأفكار المتطرفة على الأمن والاستقرار المجتمعي. وتسعى إلى تزويد المشاركين بالأدوات اللازمة لتفنيد هذه الأفكار، والتصدي لها بالحجة والبرهان. وتشمل الموضوعات أيضًا آليات التعامل مع القضايا المستجدة التي تواجه الدعاة والأئمة.
دور الوزارة في دعم العمل الدعوي الخارجي
تعتبر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من أبرز المؤسسات السعودية الداعمة للعمل الإسلامي في الخارج. وتقوم الوزارة بتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع في مختلف أنحاء العالم، بهدف نشر الإسلام الصحيح، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال. وتشمل هذه البرامج إرسال الدعاة والأئمة، وبناء المساجد والمراكز الإسلامية، وطباعة وتوزيع الكتب والمواد الدعوية.
وتولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بتأهيل الكوادر الدعوية، وتوفير التدريب اللازم لهم لمواجهة التحديات المعاصرة. وتقيم الوزارة العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في المملكة وخارجها، بهدف تطوير مهارات الدعاة والأئمة، وتمكينهم من أداء مهامهم بفعالية. وتعتبر دورة كوالالمبور جزءًا من هذه الجهود المستمرة.
وتسعى الوزارة أيضًا إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وتبادل الخبرات والمعلومات في مجال العمل الدعوي. وتشارك الوزارة في العديد من المؤتمرات والندوات الإسلامية، وتقدم الدعم المالي والفني للمشاريع الدعوية التي تهدف إلى نشر الإسلام الصحيح وتعزيز قيم التسامح والاعتدال. وتعتبر هذه الجهود ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجه المسلمين في العصر الحديث.
وتأتي هذه الدورة في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز دور المملكة كمركز عالمي للإسلام والمسلمين. وتسعى المملكة إلى أن تكون رائدة في مجال العمل الإسلامي، وأن تقدم نموذجًا يحتذى به في مجال نشر قيم التسامح والاعتدال. وتعتبر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من أهم الجهات التي تعمل على تحقيق هذه الرؤية.
من الجدير بالذكر أن هذه الدورة ليست الأولى من نوعها التي تنظمها الوزارة في ماليزيا، حيث سبق وأن نظمت الوزارة العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مختلف المجالات الإسلامية. وتأتي هذه الدورات في إطار التعاون الوثيق بين المملكة العربية السعودية وماليزيا في مجال العمل الإسلامي. وتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات.
من المتوقع أن تعلن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عن نتائج الدورة العلمية في كوالالمبور، وخططها المستقبلية لتطوير الكوادر الدعوية في ماليزيا. وستواصل الوزارة جهودها لتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو والتطرف، تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة في خدمة الإسلام والمسلمين حول العالم. وستراقب الوزارة تأثير هذه الدورات على العمل الدعوي في ماليزيا على المدى الطويل.












