أكد مسؤولون كويتيون ودبلوماسيون عرب وأجانب على أهمية الاستثمار في الشباب الكويتي كركيزة أساسية للتنمية المستدامة، وذلك خلال لقاء تنويري لمبادرة “كن من المتفوقين” التي ينظمها الصندوق الكويتي للتنمية. ويهدف اللقاء إلى إعداد جيل جديد من الكفاءات الوطنية القادرة على المساهمة في بناء مستقبل الكويت. المبادرة، التي تستهدف طلاب المرحلة الثانوية المتفوقين، تأتي ضمن جهود الصندوق لدعم التعليم وتمكين الشباب.
الصندوق الكويتي للتنمية يركز على تمكين الكوادر الوطنية
أعلن وليد البحر، المدير العام بالوكالة للصندوق الكويتي للتنمية، عن التزام الصندوق الراسخ بالاستثمار في الإنسان، معتبراً إياه المحرك الرئيسي للتقدم والازدهار. وأضاف أن مبادرة “كن من المتفوقين” هي تجسيد لهذا الالتزام، حيث تسعى إلى صقل مهارات وقدرات الشباب الكويتي وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل. وتأتي هذه المبادرة في سياق أوسع من برامج الصندوق التي تهدف إلى دعم التعليم وتطوير الموارد البشرية في الكويت.
أهداف مبادرة “كن من المتفوقين”
تستهدف المبادرة الطلاب المتفوقين في الصف الثاني عشر، وستقام خلال عطلة الربيع للعام الدراسي 2025/2026. وتهدف إلى توفير فرص تعليمية وتدريبية متقدمة للطلاب، بالإضافة إلى تعريفهم بجهود التنمية التي يقوم بها الصندوق الكويتي للتنمية على الصعيدين المحلي والدولي. كما تسعى المبادرة إلى تعزيز روح المبادرة والابتكار لدى الشباب وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في مسيرة التنمية.
من جانبها، أشارت مريم العنزي، مدير عام الإدارة العامة للخدمات التعليمية المساندة في وزارة التربية، إلى أن المبادرة تعكس رؤية الوزارة بأهمية الاستثمار في العقول الشابة. وأضافت أن الوزارة تدعم بشكل كامل جهود الصندوق الكويتي للتنمية في هذا المجال، وتعتبر المبادرة فرصة قيمة للطلاب المتفوقين لتطوير قدراتهم وتحقيق طموحاتهم. وتعتبر هذه الشراكة بين الصندوق والوزارة نموذجاً للتعاون المثمر بين القطاعين العام والخاص في خدمة التعليم.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه الكويت جهوداً متزايدة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية المستدامة. ويعتبر الاستثمار في التعليم وتطوير الموارد البشرية أحد أهم أولويات الحكومة في هذا الإطار. وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن تطوير الكفاءات الوطنية سيساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف رؤية الكويت 2035.
تعاون الكويت الإقليمي والدولي في مجال التنمية
أكدت السفيرة لينا ماريانا، سفيرة إندونيسيا لدى الكويت، على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين في مجال التنمية. وذكرت أن الصندوق الكويتي للتنمية قدم دعماً كبيراً لإندونيسيا منذ عام 1977 من خلال تمويل العديد من المشاريع الحيوية. وأعربت عن تقديرها لجهود الصندوق في دعم التنمية في إندونيسيا، وأشادت بالدور الذي يلعبه في تعزيز التعاون بين البلدين. وتشمل المشاريع الممولة قطاعات البنية التحتية والزراعة والتعليم.
وبالمثل، أشاد مستشار سفارة جمهورية أوزبكستان لدى الكويت، بهرام تورد علييف، بقوة العلاقات الثنائية بين بلاده والكويت. وأشار إلى أن الصندوق الكويتي للتنمية ساهم في تنفيذ العديد من المشاريع الاجتماعية الكبرى في أوزبكستان منذ عام 1997. وأضاف أن أوزبكستان تتطلع إلى تعزيز التعاون مع الكويت في مختلف المجالات، بما في ذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتعتبر أوزبكستان شريكاً استراتيجياً للكويت في منطقة آسيا الوسطى.
يعكس هذا التعاون الدولي التزام الكويت بدعم جهود التنمية في الدول الشقيقة والصديقة. ويعتبر الصندوق الكويتي للتنمية أحد أهم الأدوات التي تستخدمها الكويت لتحقيق هذا الهدف. وقد قدم الصندوق على مر السنين دعماً مالياً وفنياً للعديد من الدول النامية في مختلف أنحاء العالم.
من المتوقع أن يعلن الصندوق الكويتي للتنمية عن تفاصيل إضافية حول مبادرة “كن من المتفوقين” في الأشهر القادمة، بما في ذلك آليات التقديم وشروط الاستحقاق. وستشمل المبادرة برامج تدريبية وورش عمل ومحاضرات يقدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات. ويراقب المراقبون عن كثب تأثير هذه المبادرة على تطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز التنمية المستدامة في الكويت. كما يترقبون استمرار التعاون المثمر بين الصندوق ووزارة التربية والمؤسسات التعليمية الأخرى.












